كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام فقيه الخارقة في فضائل الصحابة وتقديمهم على أهل البيت والرد على ذلك]

صفحة 43 - الجزء 2

  إسلامه وإيمانه وغاره وعمره وخلافته؛ فهو رفيقه وصديقه في حياته، وضجيعه وأنيسه في تربته، وأثنى عليه في كتابه العزيز في غير موضع، وأخبر أنه قد رضي عنه رضا يحله الله مع نبيه في أعالي جنته، وإن له ما يشاء عند ربه على رغم أعدائه وحسدته، ومدَحَه النبي ÷ بما لا يحصى، ولا ثناء بعد ثناء الله تعالى أفضل من ثناء النبي ÷ ومدحته؛ فكان من بعض ما قاله فيه: «آساني بنفسه وماله، وزوجني ابنته؛ فأي مِنَّةٍ لأحد عليَّ كَمِنَّتِهِ»، وقال: «هو أخي وصاحبي، وما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين أفضل من أبي بكر»، وحسبك ذلك من فضيلته، وكيف تحصى فضائل من شهد النبي ÷ بأنه لما وزن بجميع أمته خفوا وكان الرجحان في جنبته، روى ذلك خلف عن سلف وكل عدل ثقة ينقل ذلك عن ثقته، والبدعي في معزل عن ذلك يكتم فضائله لما ابتلاه الله بعداوته وبغضته.

  وجعله النبي ÷ أخاه من غير عقد⁣(⁣١)، وأخبر عن فضله بصدق وقصد،


(١) قال رضوان الله عليه في التعليق: (وأما قوله: وجعله النبي ÷ أخاه يعني أبا بكر من غير عقد ... إلخ).

فالجواب: أنه خلاف ما روي عنه ÷ من أنه آخى رسول الله ÷ بين الصحابة فبقي رسول الله ÷، وبقي أبو بكر وعمر وعلي، فآخى بين أبي بكر وعمر، وقال لعلي: «أنت أخي» أخرجه أحمد عن سعيد بن المسيب [روى حديث (المؤاخاة) الجم الغفير من المحدثين منهم: الترمذي (٥/ ٦٣٦) رقم (٣٧٢٠) والطبراني في الكبير (٨/ ١٢٧) رقم (٧٥٧٧) والهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١١١) وابن أبي شيبة في مصنفه (٦/ ٣٧٥) والكنجي في الكفاية (ص ١٦٠) قال في هامشه: كنز العمال (٦/ ١٢٢)، انتهى. وأحمد في الفضائل (٢/ ٦٦) رقم (١١٣٥) وهو في مسند الشاميين (١/ ٣٦٤) رقم (٦٢٧)].

وأخرج الترمذي، والبغوي: (آخى رسول الله ÷ بين أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخ بيني وبين أحد، قال رسول الله ÷: «أنت أخي في الدنيا والآخرة») [روى حديث: (أنت أخي في الدنيا والآخرة): الحاكم في المستدرك (٣/ ١٥) رقم (٤٢٨٨) والترمذي (٥/ ٦٣٦) رقم (٣٧٢٠) والكنجي في الكفاية (ص ١٦٨)؛ كما رواه الإمام أبو طالب # في أماليه (ص ٦٥) من حديث طويل].

=