كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام فقيه الخارقة في فضائل الصحابة وتقديمهم على أهل البيت والرد على ذلك]

صفحة 49 - الجزء 2

  السني أحق من البدعي بولايته ومحبته؛ إذ شهد بأن محبته ومحبة أبي بكر وعمر وعثمان لا تجتمع إلا في قلوب المؤمنين المتقين من أمته، وسنورد هذا في موضعه في رسالتنا هذه مسندة إلى من شهد النبي ÷ بصدقه وعصمته.

  وعلى الحسن الذي احتسب حقه في الله ورضي بحكمه وقضيته، وعلى الحسين الذي اختار الله له الشهادة، وجعل فراقه الدنيا على تلك الحالة تمام كمال السعادة لما أمَرَّ سنان بن أنس النخعي لعنه الله الخنجر على حنجرته.

  وعلى الأئمة من أولادهم الطاهرين التابعين لما جاء به سيد المرسلين دون من خالف أباه، ورضي باتباع هواه، وعكف على ضلالته وبدعته.

  وعلى العباس بن عبد المطلب عم خير بريته، الذي استُنْزِل السحاب بدعوته، وأخبر النبي ÷ بفضيلته، وجعل الخلافة إلى أن تقوم الساعة في ذريته.

  وعلى الخليفة في عصرنا وواحد دهرنا الذي زين الله العالم بخلافته، ولاحت شمائل النجابة في نجابته، وسلم المظلومين من الظالمين بحسن نظره، وخاف المنافقون من شبا سيف سطوته، المستخرج من عنصر نبيك، الصادع بالدلالة عليك، الذي اعتصم بك فوجدك منعماً، وتوكل عليك فكنت له من أعدائه منتقماً، الإمام الصوام القوام، إمام المشارق والمغارب الذي ليس للمسلمين في عصره إمام سواه، ولا خليفة في الأرض حقاً إلا إياه، أبي العباس أحمد بن الإمام المستضيء بأمر الله أبي محمد الحسن بن يوسف بن العباس بن عبد المطلب، أمير المؤمنين، أعز الله أنصاره، وأدام اقتداره».

  فالكلام عليه:

  أما قوله: «وعلى أبي بكر الصديق الذي فضله الله على جميع الصحابة⁣(⁣١)»


(١) قال ¦ في التعليق: كيف تقول هذا؟! وتخالف ما ورد عن النبي ÷ في علي مما يقضي بأنه أفضل أمة محمد، من مثل قوله ÷: «علي على الحق من تبعه فهو على الحق، ومن تركه ترك الحق» رواه عصفور الجنة موسى بن قيس عن أم سلمة.

وقوله ÷: «علي عيبة علمي» ورواه في الفصول الخوارزمي عن ابن مسعود بلفظ: «هو عيبة =