كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ادعاء الفقيه فضائل لأبي بكر والرد عليه وبيان تفضيل علي (ع)]

صفحة 71 - الجزء 2

  إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار إذناً، قال: حدثنا أبو عمر يوسف بن يعقوب بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن الحارث، قال: حدثنا إسحاق بن بشر، قال: أخبرنا خالد بن يزيد، عن حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله ÷ لعلي بن أبي طالب: «يا علي، قل: اللهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي عندك وداً، واجعل لي في صدور العالمين مودة» فنزل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}⁣[مريم: ٩٦]، أنزلت في علي بن أبي طالب #.

  وفي الرواية الأخرى بهذه الطريق عن ابن عباس، قال: أخذ رسول الله ÷ بيدي وأخذ بيد علي فصلى أربع ركعات، ثم رفع يده إلى السماء، فقال: «اللهم إنه سألك موسى بن عمران، وإن محمداً يسألك أن تشرح لي صدري وتيسر لي أمري، وتحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، علياً، أشدد به أزري، وأشركه في أمري» قال ابن عباس: فسمعت منادياً ينادي: يا أحمد قد أوتيت ما سألت، فقال النبي ÷: «يا أبا الحسن، ارفع يديك إلى السماء وادع إلى ربك، واسأله يعطك» فرفع علي يده إلى السماء وهو يقول: (اللهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي عندك وداً) فأنزل الله تعالى على نبيه ÷: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}⁣(⁣١) [مريم: ٩٦]، فتلاها النبي ÷ على


(١) [روى نزول: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ٩٦} في علي (ع): الحاكم في شواهد التنزيل (ج /٣٥٩)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٢٥)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، والحبري في تفسيره (ص ٢٨٩)، وفرات الكوفي في تفسيره (١/ ٢٤٨)، والكنجي في كفايته (ص ٢١٨)، والقندوزي في ينابيع المودة (١/ ٣١٨)].

(*) قال ¦ في التعليق: ورواه ابن المغازلي، عن ابن عباس، قال: (أخذ رسول الله ÷ بيد علي ... إلخ). ورواه الفقيه حميد الشهيد بإسناده إلى ابن عباس. ورواه أبو القاسم الحاكم الحسكاني، عن ابن عباس.

بحث: قال ¥ في التعليق: وروى الفقيه حميد الشهيد بإسناده إلى جابر بن عبدالله الأنصاري، =