كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ثناء الفقيه على أمير المؤمنين علي (ع) وأولاده (ع) وما يلزمه إن كان يعتقده]

صفحة 93 - الجزء 2

  دلو معاوية في الدلاء؛ لأنه قد روى نفاقه عن النبي ÷ ببغضه لعلي # فهو من المنافقين؛ فقتل في حرم الله بحرة واقم ستة آلاف، وقد لعن رسول الله ÷ من عضد شجرها - يعني المدينة - واختلى خلاها بين لابتيها، فإذا لعن من قطع غصن شجرة فما حال من قتل البررة؟!

  ثم بايع الناس بيعة خالف فيها دين الإسلام، وسنة الله تعالى على أنهم عبيد خَوَل ليزيد بن معاوية، بعد أن قتل أول من أتاه لما قال: أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه ÷، قال: اضربوا عنقه، قال الآخر: وسنة أبي بكر، قال: اضربوا عنقه، قال الآخر: وسنة عمر، قال: اضربوا عنقه، قال الآخر: وسنة عثمان، قال: اضربوا عنقه، قالوا: فعلام نبايع؟! قال: على أنكم عبيدٌ خَوَلٌ ليزيد بن معاوية.

  وأباح المدينة ثلاثاً، وأوطأ الخيل حوامي قبر رسول الله ÷، ثم انتقم الله من مسرف بن عقبة، فتقدم في جيش الضلالة الحصين بن نمير السكوني وفعل في حرم الله الأفاعيل، وقتل المسلمين بأرجاء البيت الحرام ورمى الكعبة بالمجانيق وكان راجزهم يقول:

  كيف ترى صنيع أم فروة ... تأخذهم بين الصفا والمروة

  ويقول:

  خَطَّارة مثل الفنيق المزبد ... يرمى بها عواد هذا المسجد

  وهذه أحداث عظيمة في الإسلام لم يتألم منها إلا المسلمون، وكذلك أحداثهم أيضاً فينا وأحداث أشباههم من العباسيين لا يتوجع لنا منها إلا من كان منا، فما هم بدون القوم في ذلك، كما قال أبو فراس:

  ما نال منهم بنو حرب وإن عظمت ... تلك الجرائر إلا دون نيلكمو

  قوله: «وعلى الأئمة الطاهرين، التابعين لما جاء به سيد المرسلين، دون من خالف أباه، ورضي باتباع هواه، وعكف على ضلالته وبدعته».