[ثناء الفقيه على أمير المؤمنين علي (ع) وأولاده (ع) وما يلزمه إن كان يعتقده]
  وتمثله(١) في ذلك بأبيات ابن الزبَعْرَى وزيادته عليها ما يليق بمثله(٢):
  ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
  لأهلوا واستهلوا فرحاً ... ثم قالوا يا يزيد لا شلل
  لست من خندف إن لم أنتقم ... من بني أحمد ما كان فعل
  ونَكَّت بالقضيب في ثنايا الحسين # في موضع كان رسول الله ÷ يُقَبِّلُهُ كثيراً، فجعل عوض التقبيل النكت بمخصرته، ثم توجيهه الجيوش الفاجرة الملعونة الكافرة مع مسرف بن عقبة المري إلى حرم الله وحرم رسول الله ÷ فقتل المهاجرين وأبناء المهاجرين، والأنصار وأبناء الأنصار، وهم الذين ترحم عليهم النبي ÷ بقوله: «اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار» وقال عليه وعلى آله السلام: «خيركم القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي من بعد ذلك قوم سمان يحبون السمن ويشهدون قبل أن يستشهدوا»، هذا نحن نرويه بالإسناد الصحيح والذي قبله، وقوله: «خيركم» خطاب المؤمنين، وكذلك في الأنصار خلا المنافقين لئلا يلقي الفقيه
(١) يستقيم الكلام بأن يكون تمثله مبتدأً خبره محذوف - أي معلوم أو نحوه -، تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٢) وردت هذه القصة وتمثله بهذه الأبيات مع الزيادة التي زادها، في: البدء والتاريخ (٦/ ١٢)، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (٥/ ٣٤٣)، البداية والنهاية (٨/ ١٩٢)، أنساب الأشراف (٣/ ٢١٤)، وفي شذرات الذهب في أخبار من ذهب (١/ ٢٧٨) ما لفظه: وقال الحافظ ابن عساكر نسب إلى يزيد قصيدة منها:
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
لعبت هاشم بالملك بلا ... ملك جاء ولا وحي نزل
فإن صحت عنه، فهو كافر بلا ريب. انتهى بمعناه. وقال الذّهبيّ فيه: كان ناصبياً، فظّا، غليظاً، يتناول المسكر، ويفعل المنكر، افتتح دولته بقتل الحسين، وختمها بوقعة الحرّة، فمقته النّاس، ولم يبارَك في عمره، وخرج عليه غير واحد بعد الحسين، وذَكَرَ من خرج عليه. اهـ منه.