كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[صلاة فقيه الخارقة وثناؤه على الخليفة العباسي والرد على ذلك]

صفحة 95 - الجزء 2

  الصادع بالدلالة عليك، الذي اعتصم بك فوجدك منعماً، وتوكل عليك فكنت له من أعدائه منتقماً، الإمام الصوام القوام، إمام المشارق والمغارب، الذي ليس للمسلمين في عصره إمام سواه، ولا خليفة في الأرض حقاً إلا إياه، أبي العباس أحمد بن الإمام المستضيء بأمر الله، أبي محمد الحسن بن يوسف بن العباس بن عبد المطلب، أمير المؤمنين أعز الله أنصاره، وأدام اقتداره».

  الكلام في ذلك: أن العباس سلام الله عليه أهل لكل فضيلة، ومحل كل رفعة، وكيف لا يكون وهو عم الرسول ÷؟ وقد أسعده الله بالإسلام ففضائله لا تنكر، وشرفه لا يغمر.

  فأما قوله: «وجعل الخلافة إلى أن تقوم الساعة في ذريته» فذلك غير مستقيم إن كان قصد الفقيه خلافة النبوة؛ لما نبينه في موضعه بما لا يمكنه إنكاره ولا أحد من علماء الأمة؛ فإن كانوا مع ذلك خلفاء عنده فقد اختص بذلك وحده، وأما أولاد رسول الله ÷ فهم أعداؤه، يعلم ذلك ضرورة من ظهور دولتهم إلى يومنا هذا.

  وأما فقهاء العامة رحمهم الله تعالى كأبي حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل وفضلاء أتباعهم فيعلم من عرف أخبارهم واقتص آثارهم نبذَهم لبني العباس، واعتقادهم لإمامة من حضرهم من آبائنا $، والدعاء إليهم كأولاد عبدالله بن الحسن $، ومن بعدهم كالحسين الفخي #، فإن ديوانه انطوى على بيعة ثلاثين ألفاً فيهم علماء الأمصار فمن دونهم، وكجدنا محمد بن إبراهيم # القائم في أيام المأمون بالكوفة فإنه لم يتخلف عن بيعته أحد من أهل الفضل والفقه، وتفصيل ذكرهم يطول، وستجد في أثناء آخر هذا شيئاً من تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى، واستولت عماله في دعوته # على واسط والبصرة والأهواز وفارس والحجاز واليمن.

  وكل ذي دين لا رقيب عليه إلا الله يعلم أن توليهم على ما هم عليه من