كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[صلاة فقيه الخارقة وثناؤه على الخليفة العباسي والرد على ذلك]

صفحة 96 - الجزء 2

  المعاصي ضلال في الدين، وزلل في الإسلام، فكيف من يجعلهم له أئمة؟! ولا نعلم أحداً يدين بذلك إلا النابتة والراوندية ومن حذا حذوهم من الحشوية إلا أن الحشوية يسوون بينهم وبين عدوهم؛ لأنهم يقولون: إن الإمامة بالقهر والغلبة، فمن غلب كان إماماً ويكفيه الإقرار بالإسلام، وهذا انسلاخ من الدين كما ترى.

  فإن قال: إن الملك فيهم إلى يومنا هذا، فمسلَّم، وأما إلى يوم الدين، فلا يُسَلَّم ذلك؛ لأن دولة أهل البيت لا بد من ظهورها وعمومها⁣(⁣١) ورحض أدران


(١) قال ¦ في التعليق: وفي ذلك ما أخرج أحمد، والباوردي، عن أبي سعيد، عنه ÷: «أبشروا بالمهدي رجل من قريش من عترتي، يخرج في اختلاف من الناس وزلزلة، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويرضا عنه ساكن السماء، وساكن الأرض، ويقسم المال صحاحاً - قال: بالسوية - ويملأ قلوب أمة محمد ÷ غنىً، ويسعهم عدله حتى إنه يأمر منادياً فينادي: من له حاجة إلي؟ فما يأتيه إلا رجل واحد، فيأتيه فيسأله، فيقول: إِئْت السادن حتى يعطيك، فيأتيه، فيقول: أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مالاً، فيقول: احث فيحثي، فلا يستطيع أن يحمله، فيخرج به فيندم، فيقول: أنا كنت أجشع أمة محمد نفساً، كلهم دعي إلى هذا المال فتركه غيري، فيرد عليه، فيقول: إنا لا نقبل شيئاً أعطيناه، فيلبث في ذلك ستاً أو سبعاً أو ثمانياً أو تسع سنين، ولا خير في الحياة بعده».

وما أخرجه النسائي، عن جعفر بن محمد #، عن آبائه مرفوعاً: «أبشروا أبشروا إن أمتي كالغيث لا يدرى آخره خير أم أوله، وكحديقة أطعم منها فوج عاماً لعل آخرها فوجاً يكون أعرضها عرضاً وأعمقها عمقاً، وأحسنها حسناً، كيف تهلك أمة أنا أولها، والمهدي أوسطها، والمسيح آخرها؟! ولكن بين ذلك ثبج أعوج ليسوا مني، ولا أنا منهم» تمت تفريج الكروب.

وقوله ÷: «المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة» أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وابن ماجه، عن علي #.

وأخرج أبو داود عن علي # وقد نظر إلى الحسن ابنه #، وقال: (إن ابني هذا سيد كما سماه النبي ÷، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ÷ يشبهه في الخُلُق، ولا يشبهه في الخَلْق يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً).

وأخرجه رزين في الجمع بين الصحاح عن علي، وفيه: (إن المهدي يُسلِّم على أهل الكهف فيحييهم الله ø له، ثم يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة) رواه الثعلبي في تفسير =