[المقصود بالتثمين]
  طالب بما يمكن أن يجري به القلم سهواً أو يقع من الناسخ غلطاً، حتى إنه طالب بالنقطة الواحدة، التي تمر أمثالها على الكاتب الحاذق؛ بل قد يحمل الذباب ما يصير نقطاً في الكتاب!
[المقصود بالتثمين]
  وأما قوله: «لا أرى للتثمين وجهاً».
  فالجواب: أنه إن كان أشعرياً وهو المقصود بالخطاب فكيف لا يعرف من مذهبه ما وراء الباب؟ وإن كان حنبلياً أو من سائر أنواع الجبرية فكيف يخفى عليه مذهب أقرب الناس إلى ملته، وأدناهم من نحلته ومحلته؟! وهو أن عندهم أن لله تعالى صفات قديمة استحقها لأشياء موجودة ليست ذاته(١)، ولو لم يكن
(١) قال ¦ في التعليق: اعلم أنه انتهى الخلاف في صفات الله الذاتية إلى تسعة أقوال:
الأول: قول الباطنية: إن الله تعالى لا يوصف بها، ولا تنفى عنه.
ثانيها: إثباتها لمعان قديمة قائمة بذات الباري، وهو للأشعرية، والكرامية.
ثالثها: إثباتها لمعان لا توصف بقدم، ولا حدوث، ولا وجود، ولا عدم، وهو للكلابية.
رابعها: إثباتها لمعان محدثة يحدثها لنفسه، وذلك في نحو صفة العلم، وهو قول الرافضة، وبعض الجهمية.
خامسها: إثباتها مزايا وجودية غير مستقلة مقتضاه عن الصفة الأخص، وهو للبهشمية [أتباع أبي هاشم الجبائي] أو عن الذات وهو للبعلوية [البعلوية: أتباع أبي علي الجبائي].
سادسها: إثباتها مزايا اعتبارية فقط، في غير صفة الوجود وأما هي فنفس الموجود، وهو قول أبي الحسين ومن تبعه.
سابعها: إثباتها لعدم صفة النقص، فعالم لكونه غير جاهل، وقادر ثبت لكونه غير عاجز، وكذا سائرها، وهو لبرغوث وغيره، وربما أوهمه كلام القاسم بن إبراهيم، ورواه الهادي بن إبراهيم عن جماعة أهل البيت $.
ثامنها: أنها نفس الذات وهو رأي قدماء أهل البيت $، وبعض متأخريهم.
فإن قيل: الإضافة توجب مغايرة المضاف، والمضاف إليه.
قيل: هو كالإضافة في {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}[الرحمن: ٢٧]، وفي: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران: ٢٨]، ونحو ذلك والإجماع من غير المجسمة على الاتحاد في هذه فكذا في الصفات المضافة، ولا يقدح تعددها فإن المرجع بها إلى إثبات تعلق الذات بالغير، فعالم باعتبار تعلق الذات بالغير =