[بحث في خبر المنزلة ودلالته]
  هذا مفصلاً مشروحاً فيما بعد إن شاء الله».
  فالجواب: أن أكثر ما ذكره هاهنا قد تقدم مثل قوله: إن المراد بالمولى الولي، وحكايته السبب في خصمة أمير المؤمنين # وأسامة بن زيد فذلك لا يخالف ما ذكرنا، والحجة هو الخطاب دون السبب، وهكذا قوله: يقال مولى بني هاشم، وأن المراد به المعتق فقد ذكرناه، وإضافته إلى بني هاشم تكون على جهة التوسع، والمراد به جنسهم وواحد منهم، وما وعد به من تفصيل ذلك فيما بعد فما تكلم به فيما فيه الحق وجب قبوله، وما خالف فيه الحق أقيم على خلاف دليله إن شاء الله تعالى.
[بحث في خبر المنزلة ودلالته]
  وأما حكايته لما ذكره صاحب الرسالة من قوله: وجعله كهارون من موسى في شرفه وخلافته، وقال [الفقيه]: «والحديث فيه مشهور وأن هذا كان في غزوة تبوك لما استخلف علياً على المدينة فقدح فيه المنافقون، وقالوا: اتهم ابن عمه ولم يخرجه معه، فقال النبي ÷: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» يريد في استخلافه إياه على المدينة كما استخلف موسى هارون عند خروجه إلى الطور، ولم يؤخره عن موجدة ولا عن تهمة، ولا يراد بذلك الخلافة لمعان ذكرناها في رسالتنا الدامغة، ونذكرها في هذه الرسالة إن شاء الله».
  فالجواب: أن قوله: «فالحديث فيه مشهور» يغني عن إقامة البينة من حكاية طرقه، وإن كانت موجودة عندنا وفينا كثيرة بحمد الله، وقد ذكرنا منها بعضاً قبل هذا(١).
  وأما قوله: «إن سبب ذلك استخلاف علي # على المدينة».
  فالجواب: أن السبب لا ينافي وجه دلالة الخبر على إمامته #، بل يزيده
(١) في الجزء الأول من الشافي، وفي الرسالة النافعة بالأدلة القاطعة.