كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تفضل أهل البيت على الثلاثة]

صفحة 162 - الجزء 2

  وأما قوله بعد ذكر علي وذريته وعلى السابقين الأولين من صحابته، قال [الفقيه]: فأقول: «فأخبرني من تعني بذلك، أتريد أبا بكر وعمر وعثمان؛ فقد اعترفت إذاً بفضلهم وتقدمهم وأنهم الذين شهد الله لهم بالجنة، وحكم لهم بها، وأخبر أنه رضي عنهم ورضوا عنه، وهذا إخبار عما يؤول إليه الأمر، وشهادة الله لا تتغير، وحكمه لا يتبدل، ومن اعتقد غير هذا فقد كفر؛ أم عنيت غير هذا فأخبرني من المعني بذلك سواهم؟ ولن تجد ذلك أبداً.

  فالجواب: أن لفظ السابقين الأولين عام فيمن كان بهذه الصفة الشريفة مستقيماً على الطريقة التي فارقهم عليها رسول الله ÷ ولم يغير ولم يبدل ولم يستأثر بما هو لغيره، ولا ارتقى منزلاً غيره أهلُه وأحق به.

  وأما تعيينه لأبي بكر وعمر وعثمان؛ فليسوا كل السابقين الأولين حتى يقول: أتريد أبا بكر وعمر وعثمان، وإنما كان يسأل لو قيل بخلاف ذلك، اللهم أنصف ممن غير وبدل واستأثر بمنزلة ليس لها بأهل من السابقين الأولين؛ لأن ذلك يكون إخراجاً للبعض من جملة السابقين، وهما كانا منهم بغير شك - أعني السابقين الأولين - ولكن ليسا بجماعتهم، بل الترضية على من كان مستقيم الطريقة أي شخص كان، فما هذه العجلة إلى تعيين ما يفتح عليه أبواباً كان إغلاقها أصلح له على مذهبه.

[تفضل أهل البيت على الثلاثة]

  وأما قوله: «اعترفت إذاً بفضلهم وتقدمهم».

  فالجواب عنه: أنا لا ننكر كونهم من السابقين الأولين، ولا جحدنا أنهم من أفضلهم، وإن كان غيرهم⁣(⁣١) من أهل بيت محمد ÷ أفضل منهم كأهل


(١) قال ¦ في التعليق: وكذا من لم يؤثر عنهم هفوة مثل المقداد، وعمار، وسلمان، وأبي ذر، وابن مسعود، وابن التيهان، وخزيمة، ونظرائهم، فتأمل. وقد قال ÷ في علي: «لا يقبل الله إيمان عبد إلاَّ بولايته والبراءة من أعدائه»، رواه أبو بكر الخوارزمي بإسناده عن جعفر بن محمد عن =