كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بحث في معنى قوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين}]

صفحة 165 - الجزء 2

  وبدل بلا خلاف بيننا وبينه كطلحة والزبير ومن شايعهما؛ فنقول له: ما حالهما عند محاربة أمير المؤمنين #؟ أهو مرضي عنهما أم مسخوط؟

  فإن قال: مرضي عنهما وهما محاربان لإمام الحق المعصوم، ولا قائل بذلك من المسلمين، ولولا اعتقاد الخوارج أن الإمام قد كفر لما استجازوا الخروج عليه؛ فإن قال بذلك التحق بهم في هذه المسألة، وهم كلاب أهل النار.

  وإن قال: إن الترضية واقعة على من استقام على الطريقة المثلى التي استوجبوا بها الرضا من العلي الأعلى؛ فذلك هو الدين القويم، والمنهج المستقيم، ثم يقع حينئذ النظر فيمن استقام ولم يتزلزل، وفيمن غير وبدل⁣(⁣١).


(١) قال رضوان الله عليه في التعليق: وقد نبَّه الله، ø، على جواز التغيير بقوله: عقيب الرضا عن المبايعين تحت الشجرة {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ١٠}⁣[الفتح]. وقد نبَّه رسول الله حيث قال في قتلى أحد: «أنا شهيد على هؤلاء، فقال أبو بكر ألسنا أسلمنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا؟ قال: بلى؛ ولكن هؤلاء لم يأكلوا من أجورهم شيئاً ولا أدري ما تحدثون بعدي) [الموطأ (٢/ ٤٦٢) (٣٢) كتاب الجهاد، ذكره في هامش (ابن تيمية حياته وعقائده)]. رواه الواقدي؛ قاله ابن الحديد في (شرح نهج البلاغة). تمت.

وقال ÷: «ألا وسيجيء قوم يوم القيامة فيقول القائل منهم: يا رسول الله أنا فلان ابن فلان، فأقول: أمَّا النسب فقد عرفت، ولكنكم ارتددتم بعدي، ورجعتم القهقرى»، أخرجه أحمد بن حنبل، والطيالسي، وعبد بن حميد، والحاكم في (المستدرك)، وأبو يعلى، والضياء المقدسي في (المختارة) عن أبي سعيد. تمت (تفريج).

وعنه ÷: «إني فرطكم على الحوض حتى أنظر من يرد عليّ منكم وسيؤخذ أناس دوني فأقول: يا ربِّ مني ومن أمتي، فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم» [البخاري في صحيحه كتاب الرقاق رقم (٦٠٩٠)، ومسلم في صحيحه كتاب الجنة وصفة نعيمها رقم (٥١٠٤)، والترمذي في صحيحه كتاب تفسير القرآن رقم (٣٠٩١)، والنسائي كتاب الجنائز رقم (٢٠٥٤)، وأحمد في مسند بني هاشم رقم (١٩٩٢)]. أخرجه البخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر، وأحمد ومسلم عن عائشة، وأخرج نحوه مسلم عن أم سلمه. تمت (تفريج).

وأخرج نحوه أحمد والبخاري ومسلم عن سهل بن سعد وأبي سعيد معاً، وفيه: «فأقول سحقاً =