[أوراد الخلفاء العباسيين في شرب الخمر]
  مواريث الأمم، فعدلوا فيها ووضعوها مواضعها وأعطوها أهلها، وخرجوا إليها خماصاً منها.
  ثم وثب بنو حرب ومروان فابتزوها وتداولوها، فجاروا واستأثروا بها، فظلموا أهلها، وأملى الله لهم حيناً حتى آسفوه، فلما آسفوه انتقم الله منهم بأيدينا، ورد علينا حقنا، وتدارك بنا أمتنا، وولي نصرنا، والقيام بأمرنا، ليمنّ على الذين اسْتُضْعِفوا في الأرض، ويختم بنا كما افتتح بنا، وإني لأرجو أن لا يأتيكم الشر من حيث جاءكم الخير، والفساد من حيث جاءكم الصلاح، وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله.
  يا أهل الكوفة أنتم محل محبتنا، ومنزل مودتنا، أنتم الذين لم تَفْترُوا(١) عن ذلك، ولم يثنكم عنه تحامل أهل الجور عليكم، حتى أدركتم زماننا فأتاكم الله بدولتنا، فأنتم أسعد الناس وأكرمهم علينا، وقد زدتكم في أعطياتكم مائة مائة، فاسعدوا فأنا السفاح المبيح، والثائر المبير، ثم اشتد عليه الوعك فنزل.
  وهو فاتح دولة بني العباس، ودرة تاجها، وإنسان عينها، وهم على ذلك أمس الناس بنا رحماً، وأوجبهم علينا حقاً، فيكرهنا أن تضاف إليهم مثلبة، أو تزحزح عنهم منقبة، ولكن علينا أن نقول الحق ولو على أنفسنا؛ فلا نذكر ذلك إلا لأمر البيان في الدين، وذلك لازم لأهل العلم عامة، ولأهل البيت خاصة.
[أوراد الخلفاء العباسيين في شرب الخمر]
  وكان السفاح يشرب في الأسبوع ليلتين ولا يعيّن الليالي كما كان مروان يفعل، وكان أبو جعفر يشرب عشية الثلاثاء وحدها في كل أسبوع، وكان المهدي والهادي يشربان يوماً ويدعان يوماً، كما كان هارون يشرب في كل أسبوع، وربما قدم الأيام وأخرها، وكان المأمون في أول أيامه يشرب الثلاثاء والجمعة، ثم
(١) في الطبري: لم تتغيروا.