كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الأمين ولهوه ولعبه]

صفحة 182 - الجزء 2

  وابن المعتز تقلّد الخلافة يوماً واحداً في أيام المقتدر، وانتقض أمره، وحالت حوله، وله تصنيف مشهور في تحليل الخمر وصفاتها وأنواعها وخواصها ومنافعها، وقال: إذا كان الخمر يحرم الماء، كان الماء يحلل الخمر، وجعله قياسات هتارية أخزاه الله وأتباعه، ولا وجه لتفصيل ما ذكر؛ لأنها عون لأعداء الله على عداوة الله، وفضائح تضاف إلى من ينسب إلينا وإلى خلافة النبوة، ولا يمتنع أن يعرف من في جهة الفقيه بعض هذه الحكايات عن أئمته الذين جعلهم في الخارقة أهل البيت حقاً إلا أن تكون خالية ممن يعرف تلك الحكايات أو لا يعرف إلا حكايات مجردة للمباهتة وهو يكذب هذه الحكايات المعلومات لمن وطيء آثارهم، وتحقق أخبارهم لا يَنْدَى ولا يستحي من الله ولا من خلقه، ولولا أنه جعلهم له أئمة - نسأل الله تعالى وهو قريب مجيب أن يحشره معهم، ولكن ذلك كائن من غير سؤال قال الله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}⁣[الإسراء: ٧١]، وقال عليه وآله أفضل الصلاة والسلام: «المرء مع من أحب، وله ما اكتسب» - ولا بد أن نذكر أهل البيت $ الذين يجب اتباعهم، ويحرم خلافهم لملازمتهم لحكم الكتاب الذي هو جدٌّ ليس فيه هزل، ونحتج في ذلك بالآثار الصحيحة التي نقلها من يوافقنا ومن يشاققنا ممن أطلق عليه اسم الأمة، وهذه الأمور التي حكيناها إنما رواها أولياء القوم بغير تخصيص في روايتها ولا مناكرة فيها؛ فمن كان يعلم أنهم كانوا في الدنيا، وأن اسم هذا هارون، وهذا فلان وفلان ممن سمينا منهم فقد علم الأحوال التي ذكرناها؛ لأن الطريق في نقل الجميع واحدة، ولا يناكر في ذلك مؤمن ولا كافر مخافة الفضيحة، وقد أخرجنا الخاطر عن تمام حكاية المأمون لما غضب على الموصلي، قال إسحاق لزرزر: إذا استنشدك أمير المؤمنين؛ فقل: