كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[المأمون والمغنين]

صفحة 185 - الجزء 2

  التطويل، وهو معلوم لمن عرف سيرهم، وهي بحمد الله موجودة عندنا وعند غيرنا التي تولى تأليفها مولاهم ثابت بن سنان وغيره؛ فمن ناكرنا في شيء مما ذكرنا جملة بينّا له شرحه.

  وأكثر من يناكرنا فيه من يعتزي إلى القوم يقول: إنكم بنو البنت وهم بنو العم، وينسى نسبنا بالعمومة بأبي طالب، ثم حزنا مع ذلك فضلة الولادة بفاطمة & فأخذنا شرف المنصبين جميعاً، ولجدنا أبي طالب فضيلة النصرة التي لا يشاركه فيها غيره إلا من هو معدود في آحاد المسلمين، وما لهم إلا العباس ¥، ولنا ما خصنا الله به من وراثة النبي ÷ وثبوت ذلك بالنص، وكما قال شاعرهم:

  أنَّى يكون وليس ذاك بكائن ... لبني البنات وراثة الأعمام

  وكما قال ابن المعتز:

  بني عمنا ارجعوا ودنا ... وسيروا على السنن الأقوم

  لكم مفخر ولنا مفخر ... ومن يؤثر الحق لا يندم

  ورثنا وأنتم نبي الهدى ... وذا المجد والشرف الأعظم

  وأنتم بنو بنته دوننا ... ونحو بنو عمه المسلم

  فهذا قول عدونا فينا، وقول المخلصين من أوليائهم، فلو حصل لهم شعبة من فكرة الفقيه التي أدته إلى إخراجنا من الولاية لاعتقادنا في علي # وأراد فصل من تقدم من آبائنا $ منا واعتقادنا، وقد ذكرنا له إسناد مذهبنا إلى محمد ~ وسلامه، وعلي رضوان الله عليه وعلى الطيب من آلهما؛ لأنه قد سأل ذلك، وبينا علة اعتزائنا إلى زيد بن علي #، وإن كان الاعتقاد واحداً، وآباؤنا $ قدوة في الدين كما نقول في زيد بن علي # فلما اختصصنا بالإضافة إليه دخل غيره منهم سلام الله عليهم.