كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مقطع من جهالات الفقيه]

صفحة 191 - الجزء 2

  النبي ÷ مبلغ أبي طالب ¦؛ فجدنا أعظم الناس عناءً بنبيئه ÷ وأبونا علي بن أبي طالب أكثر الناس عنه دفاعاً وأشدهم دونه مصاعاً، وأعظمهم مواساة، وهذا ما لا ينكره أحد من أهل العلم، وأمنا فاطمة ابنته، وروي الحديث المسموع لنا ولغيرنا أنه يغضب لغضبها ويرضا لرضاها، وهي أحب أهله إليه، رواها في الأنوار⁣(⁣١) وغيره.

  فأين إسلام من لم ينقطع إلى هؤلاء القوم، ويؤثرهم على غيرهم من الأقارب، وينابذ عنهم؟ إذ لا يجد أحد من طالبي الخلافة أباً مثل أبيهم، ولا أماً مثل أمهم، ولا جداً مثل جدهم، ولا خالاً مثل خالهم، ولا جدة مثل جدتهم، ولا خالة مثل خالتهم، ولا عماً مثل عمهم، ولا عمة مثل عمتهم؛ فمن هذا يساويهم أو يجاريهم أو ينادُّ بهم، أو يماريهم؟

  إن قومي لقادة الناس بالسيـ ... ـف إلى ما أتى به جبريل

  والنبي الهادي وسبطاه منا ... وعلي وجعفر وعقيل

  فالأولى في حجورهم رضع الديـ ... ـن وفي دورهم أتا التنزيل

  أين من لا يعطي القياد إذا ... قلت أبي حيدر وأمي البتول

[مقطع من جهالات الفقيه]

  وأما ما حكى من مورد الرسالة إليه من قوله: فإن الواجب على كل عاقل أن ينعم النظر في نجاته والاستعداد لمعاده بعد وفاته ... إلى آخر ما ذكر، ثم قال في جوابه له: «لقد صدر هذا الرجل رسالته بالمواعظ، فيا ليته عمل ببعض ما هو به لافظ، ولو سلك هذه الطريقة، لكان من العقلاء على الحقيقة، لكنه ترك ما يعنيه، وأقام على ما يرديه، ترك ما أمر به من الطاعات، وقطع عمره بفنون


(١) أي أمالي المرشد بالله الاثنينية، وهي غير الخميسية الكبرى المشهورة. تمت من الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.