كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام (ع) على فقيه الخارقة ورد اعتراضه]

صفحة 192 - الجزء 2

  المجادلات، وتقحم في الدخول في معاني الصفات، واعتقد أن خالق الأرضين والسماوات لا يقدر على خلق أفعاله من الحركات والسكنات، وآذى النبي في سبه لصحابته، وتعجيزه لقرابته؛ بل قد زاد على هذا حتى كذب النبي ÷ في شهادته، وزعم أن شهادة النبي ÷ للعشرة بالجنة إنما هي في وقت الشهادة⁣(⁣١)، وأنهم بعد على قوله استبدلوا الشقاوة بالسعادة، أفمعتقد هذا ناظر في نجاته؟ أم هو مستعد لوفاته؟ إنما قوله في هذا من باب التزويق، وتمويهٌ على من لا يعلم ما يسلكه هو وفرقته من الطريق، ولو وصل هذا الرجل ما بينه وبين ربه لراقب الله في أوليائه وحزبه، لكنه يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن الشر ويأتيه».

[جواب الإمام (ع) على فقيه الخارقة ورد اعتراضه]

  فالجواب: أنه اعتمد في كلامه هذا على العيب واللوم في شيء إن صح فيه قوله فالله تعالى خالقه ومحدثه عنده، وعلى الفرية على من حكى كلامه هذا، وعلى فرقته.

  أما العيب واللوم فإن كان عنده أن ما تكلم به المتكلمون من صدق وكذب ونصيحة وغش فهو فعل وقع منه وليس لله تعالى فيه صنع لا خلقاً ولا إحداثاً - صح حينئذ توجه المدح على فاعل الحسن، واللوم على فاعل القبيح، وبطل الجبر أبعده الله ومن دان به واتخذه عدته ليوم الحساب.

  وإن كان يرى أن جميع ما يحصل من العباد من غي ورشاد، أو إصلاح أو


(١) قال ¦ في التعليق: ينظر في صحة الشهادة للعشرة بالجنَّة إن شاء الله سيأتي رواية أبي مخنف لوط بن يحيى أن علياً # كذَّبه، ولأنه لا يصح في الحكمة مثله في غير المعصوم؛ إذ يكون فيه إغراء بالقبيح، ولأن شاهد الحال من أكثر العشرة يكذبه، فإنهم رجعوا على أدبارهم؛ فظلموا أهل بيت نبيهم، وتظاهروا عليهم، وأغضبوا بنت محمد ÷، ونكثوا بيعة علي وحاربوه، وحربه حرب رسول الله ÷ فكيف يقدر صحته. تمت.