[اعتراض الفقيه على لفظة مولانا ومالكنا وسيدنا ورد الإمام عليه]
[اعتراض الفقيه على لفظة مولانا ومالكنا وسيدنا ورد الإمام عليه]
  وأما حكايته بعد ذلك لما ذكره صاحب الرسالة من حكاية رسالتنا، وما أجاب به الفقيه بزعمه، وما جرى من حكاية الترغيب في الرفق واللين وما يصلح أن يكون من أخلاق المؤمنين، ثم قال: «فأقول وبالله التوفيق: إنه قال أول ما في هذا أنه قال لإمامه: مولانا ومالكنا، وهذا مستنكَر عند أهل الدين، ومخالف لطرائق السلف الصالحين، ولم يجر ذلك في خطاب سيد المرسلين، ولا نقل أنه قيل لأحد من الخلفاء الراشدين؛ فلو سمعوا ذلك من أحد لأنكروه عليه، ونهوه عن العود إليه، وإن كان المولى يطلق على الولي والناصر وغير ذلك، والمالك على المالك للأمر المستحق للتصرف فيه إلا أن في هذا نوع تعظيم وإطراء لا يصلح للمخلوقين، وقد نهى النبي ÷ الصحابة فيما صح ونقل عنه أن يقولوا: «يا سيدنا» وقال: «سيدكم الله» وإن كان سيدهم على الحقيقة، ونهى عن التعظيم والإطراء، وقال: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، ولكن قولوا: عبد الله ورسوله» وكان لا يزاد على أن يقال له: يا رسول الله، يا نبي الله، هذا قول أصحابه وخواصه الذين يعرفون ما يستحقه من التعظيم والتبجيل.
  وأما سائر الأعراب فكانوا يقولون: يا محمد، وقد أخبر الله ø بأنه مولى الذين آمنوا ولا ينبغي أن يكون الله مولى الذين آمنوا ويكون إمامك أيضاً مولاهم على معنى واحد، ووتيرة واحدة؛ فيكون هذا تشبيهاً بالله ø، وظاهر قولك أنك لست تريد إلا المولى من أعلى، وإن أردت الولي والناصر فليس ببعيد إلا أن في الإجمال نوع إيهام بما ذكرنا، وأما ابن العم والحليف والمولى من أسفل فخارج عن هذا القصد، وكذا بقية الأقسام.
  والجواب: أن الفقيه - أبقاه الله! - يتقلب في الأهواء ويخبط خبط العشواء، ولا يفرق بين أحكام أولاد النبيين، وبين أحكام المسلمين الثابتة؛ لانحرافه