[جواب الإمام (ع) على اعتراض الفقيه]
  الدين، وهم أخذوا العلم نقلاً عن أب فأب إلى خاتم المرسلين - ~ وآل وسلامه - وهم من لحمه ودمه، وهم بالإجماع منك ومن الأمة ذوو رحمه.
  وأما جمعك بين أبي طالب وأبي لهب فقد ارتبكت في ذلك على أجب مهزول المطا(١)، واتبعت الشيطان في الخَطَا والخُطَا، انعقد إجماع أهل البيت على إيمانه، وقد ثبت قبول الرواية لإثبات الحكم برواية عدل من آحاد الناس؛ فكيف بمجموعهم، فلو جهلت ذلك فلا عذر في الجهل، وهلا كافأته على إحسانه، الذي لا سبيل إلى جحدانه من نصر الرسول ÷ ورميه من وراء حوزته، ونضاله عنه الأسود والأحمر، والله تعالى يقول: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ...} الآية ... إلى قوله: {أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٨}[الممتحنة]، فأباح البر وسماه إقساطاً وهو العدل، والعدل هو الحق بالإجماع، فلا أصبت ما أصابه العترة، ولا ذهبت مذهب العامة؛ فأين يذهب بك؟!
  وأما مساواته بين علي وبين عمار وسلمان لاشتياق الجنة إليهم؛ فدليل على قرب قعره، وحرج صدره؛ إذ المأموم لا يساوي الإمام، ولا يجهل ذلك إلا من شابه الأنعام من الطغام، وإنما ذلك دليل على فضلهم عند أهل العرف، ولقد علم الكل أن عماراً وسلمان ومقداداً لم يعدلوا بعلي # أحداً من أصحاب رسول الله ÷.
  وأما ما كرره من ذكر أذى رسول الله ÷ في صحابته؛ فكلام من لا يعرف حكم الصحابة، ولا يرعى حكم القرابة؛ لأن رسول الله ÷ يؤذي من خالف أمره - لأنه من أمر الله سبحانه - من صحابته؛ لأنه لا تأخذه في الله لومة لائم، وحق الصحابة عليهم أنهم لا يخالفون المصحوب؛ فمتى خالفوه فقد
(١) المطا: الظهر. تمت ق.