[جواب الإمام (ع) على اعتراض الفقيه]
  ضيعوا حكم الصحابة والمصحوب، وقد نصب لهم علماً، وجعل لهم إلى الجنة سلماً؛ فلما عدلوا عنه إلى غيره خطأناهم فيه من دون إظهار قبيح ولا سب ولا أذية، كما قال الكميت بن زيد | بين يدي جعفر بن محمد # في قصيدته العينية فأقره وتقرير جعفر عليه حجة عند من يعتقد ولايته:
  ويوم الدوح دوح غدير خمٍّ ... أبان له الولاية لو أطيعا
  ولكن الرجال تبايعوها ... فلم أر مثلها غرضاً مبيعا
  ولم أبلغ لهم لعناً ولكن ... أساء بذاك أولهم صنيعا
  وأما أن سلمان منا أهل البيت؛ فذلك مما لا شك فيه، ولولا أنه منا لما أنكر على القوم تقدمهم على علي بن أبي طالب #.
  وأما اقتصاصه لحال رسول الله ÷ والدعاء للفقراء والأغنياء، فقد وسع خلقه ÷ الدعاء للفقراء والأغنياء، ولا يجوز سوى ذلك عند من يعرف منازل الأنبياء، وأمْر الله تعالى له بالصبر مع الذين يدعون ربهم، ونهيه أن تعدوهم عينه، وأن لا يريد زينة الحياة الدنيا، وأن لا يطيع من أغفل قلبه عن ذكره ممن اتبع هواه - إنما هو تعريف لأمته بأحكام طاعته تعالى، وأنها تقدم على كل حال، ومع كل أحد؛ لأن رسول الله ÷ كان لا يميل إلى زينة الدنيا، ولا يطيع أعداء الله، وكيف يطيع العدو عدوه هذا مع أنه ÷ معصوم؛ فتفهم ذلك إن كنت تفهمه، أو استعلمه ممن يعلمه.
  وكذلك الحديث في ابن أم مكتوم إنما خشي ÷ عند انحرافه عنهم إليه أن يحملهم كبر الجاهلية على البعد عن الدين، وقد كان ÷ طمع فيهم، وكانوا من كبار قريش: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، والعباس بن عبد المطلب، وأُبيّ بن خلف، وأمية بن خلف، وابن أم مكتوم أتى لطلب العلم، وقد كان مسلماً قبل ذلك؛ فكيف يقول الفقيه بخلاف المأثور لولا