كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فضل أهل البيت بالقرابة والقربة]

صفحة 220 - الجزء 2

  قلة التحصيل، وعلم أن ابن أم مكتوم | لم يرهم فلو رآهم لما ألح عليه في السؤال فعاتبه الله في ذلك، وأراد بذلك تعريف حق حرمة الراغب في الحق الطالب للدين، وإن كان حقيراً عند أهل الدنيا، وضمائر القلوب غيوب لا يعلمها إلا الله ø؛ فأعلمها نبيه ÷ بصحة طوية العبد الصالح ابن أم مكتوم، وخبث طوية الضلال الذين كان قد رجا رجوعهم إلى الدين.

[فضل أهل البيت بالقرابة والقُربة]

  وأما ما ذكره من القرابة والقربة فذلك في آل الرسول ÷ وما أنكر ذلك فيهم إلا الفقيه، ومن كان على مثل رأيه؛ فأما صالح الأمة فيرون حبهم عبادة، والشهادة بين أيديهم سعادة، ظهر ذلك في مقامات شرحها يطول، فرعوا حرمة جدهم فيهم، وخاضوا لجج الموت بين أيديهم؛ فجزاهم الله عنا وعن الإسلام خيراً، فقد وجبت عليه محبتنا وموالاتنا، لجمعنا بين القربة والقرابة.

  أما القرابة فهي إجماع منه ومنا ومن الأمة، وأما القربة فهي فعل الواجبات وترك المقبحات، وما يعلم بيننا وبين أبينا رسول الله ÷ من ركب منكراً، ولا شرب مسكراً، ولا من لا يقتدي به الصالحون من أهل عصره، وأي مزية بعد هذا؟ إلا أن تكون القربة عند الفقيه ما وافق مذهبه دون ما خالفه؛ فلا أحد من أهل القربة عنده إلى علي # فيما بيننا وبينه؛ لأن علياً # كان يرى أنه أولى بالأمر من أبي بكر وعمر، ثم بعد ذلك كان يلعن معاوية، وقد اعترف الفقيه بذلك في رسالته، وجعله عذراً لمعاوية في لعنه لعلي #، والفقيه لا يرى برأي علي # في الإمامة، ولا يستجيز لعن معاوية، وكذا الحسن والحسين @ كانا يدينان بعداوة معاوية وأهل بيته، ويعيبان أفعالهم، وخطبة الحسن # مشهورة في تقبيح حال القوم⁣(⁣١)؛ لأنه لما جرى الصلح عاب ذلك عليه أصحابه، وقال


(١) الكلام في خطبة الحسن ~ # - الّتي فيها تقبيح حال القوم وصدرها مذكور في الأصل، قال ¥ في الحاشية: وقد روى نحوها الذهبي، وذكرها في (مجتبى ابن دريد) أولها: =