[خطبة الإمام الحسن (ع)]
  بعضهم: يا مذل المؤمنين، ويا مسود وجوه المؤمنين؛ فلما كثر ذلك دخل # المسجد فرقى المنبر؛ فحمد(١) الله وأثنى عليه، وأثنى على النبي ÷ ثم قال:
[خطبة الإمام الحسن (ع)]
  (أيها الناس والله ما بين جابلق(٢) ابن بنت نبي غيري وغير أخي؛ فليكن استماعكم لقولي على قدر معرفتكم بحقي.
  أيها الناس، إنا كنا نقاتل وفينا الصبر والحمية، وقد شِيْب الصبر بالجزع، وشِيْبت الحمية بالعداوة، وإنكم قد أصبحتم بين باكيين: باكٍ يبكي لقتلى صفين خاذل، وباكٍ يبكي لقتلى النهروان ثائر، وإنكم قد دعيتم إلى أمر ليس فيه رضا ولا نصفة؛ فإن كنتم تريدون الله واليوم الآخر حاكمناهم إلى ظباة السيوف وأطراف الرماح، وإن كنتم تريدون الدنيا أخذنا لكم العافية) فتنادى الناس: (البقية البقية) فقد رأيت قوله #: ليس فيه رضاً ولا نصفة، وهذه صفة الجور.
= (والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم ... إلى قوله فلما أفردوه أمضى الصلح ... إلخ) والظاهر أنها قبل انعقاد الصلح عند تخوفه من خذلان أصحابه، فأراد أن يختبرهم وينظر ما عندهم، فلما رأى فيهم الفشل وتنادوا: البقية البقية جنح إلى الصلح، ولم يقل له أصحابه: (يا مذلّ المؤمنين)، إلاَّ بعد تمام الصلح.
نعم، وله خطبة أخرى بعده لعلها تأتي، والله أعلم.
وقد مر صدر خطبة له أخرى من رواية الصفار وهي في وصف علي # بأنه خاتم الوصيين ... إلخ، وفيها: (لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون)، خطبها بعد وفاة علي #.
(١) وقد روى نحوها الذهبي، وذكرها في مجتبى ابن دريد أولها: والله ما ثنانا عن أهل الشام بشك ولا ندم ... إلى قوله: فلما أفردوه أمضى الصلح. تمت من التخريج إملاء الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.
(٢) جابلص: بفتح الباء واللام أو سكونها بلد بالمغرب ليس وراءه إنسي، وجابلق بلد بالمشرق. انتهى من القاموس.