كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[العباسيون يدينون بما يلزم فقيه الخارقة كونه مخرجا لهم من القرابة]

صفحة 225 - الجزء 2

[العباسيون يدينون بما يلزم فقيه الخارقة كونه مخرجاً لهم من القرابة]

  وكذلك أول بني العباس أيضاً لا يرون إلا بالعدل والتوحيد وتقديم أمير المؤمنين # في خطبة داود بن علي بين يدي السفاح، وقال في آخرها: (والله ما وقف هذا الموقف بعد رسول الله من يستحقه إلا علي بن أبي طالب، وهذا القائم خلفي).

  ثم قد علمنا مدح السفاح لأهل الكوفة وأنهم شيعتهم، والحافظون لولايتهم وحريتهم دون سائر الناس، ومذهب أهل الكوفة معلوم ضرورة من ذلك اليوم إلى اليوم، لا يرون بجبر ولا تشبيه، ولا يقدِّمون على علي # بعد الرسول ÷ أحداً؛ فإن أنصفت لم تجد لهذه المحبة من أهل بيت رسول الله ÷ أحداً لا عباسياً ولا طالبياً، ولا من يجب اتباعه من الذرية وهم أهل البيت الذين تجب طاعتهم، وتحرم مخالفتهم.

  وقد ثبت في الصحاح مكرراً أن أهل البيت هم أهل الكساء $ الذين يجب اتباعهم.

  وأما ملوك بني العباس فهم من أهل البيت بالقرابة لا غير في أمالي أبي طالب؛ لأن المعلوم من بني العباس أنهم كانوا يأمرون بامتحان الأسارى في القرآن فمن قال إنه محدث فدي، ومن قال إنه قديم ترك في رق الكفار، وحال أحمد بن حنبل مشهور، وقتل من قتله الواثق معروف، وما بقي لمحبة الفقيه إلا معاوية وأهل بيته.

  عيناك قد دلتا عيني منك على ... أشياء لولاهما ما كنت أدريها

  العين تعرف في عيني محدثها ... من كان من حزبها أو من أعاديها

  فكيف وقد صرح الفقيه ولم يتلعثم، قال: «ومن خالف النبي ÷ واعتقاده وبدل دينه أبغضه وسبه»، ويحك! وكيف يبدل دينه من اتصل بالرسول ÷ إسناده، وسَمَا به إلى الرفيق الأعلى آباؤه وأجداده.