كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إبطال كون المعاصي بقضاء وقدر]

صفحة 230 - الجزء 2

  حقهم لأخذوه، ولا عار عليهم في ذلك، وقد عجز علي # عن أخذ حقه كما عجز هارون # من تقويم قومه وهو نبي الله وخليفة كليمه، وقد بقي معه بنو يهوذا أكثر ممن بقي مع علي # أضعافاً مضاعفة؛ لأنهم ألوف مؤلفة أقل ما قيل فيهم اثنا عشر ألف مقاتل؛ فأي كلام تكلمت به على نبي الله تعالى - فقل في أهل بيته وأصحابه - فقل في وصي رسول الله ÷ وخليفته مثله، وهذا قولنا وبرهانه، فأي تبديل يراه من عقل؟ وأنا ولد نبي الله وتابعه والمجرد لسيف الحق على حزب الباطل، ودعوانا أنا على الحق المبين، وقد نصبنا على ذلك الأدلة والبراهين، وقوله لا محالة أن هذا مذهب هذا الرجل ومذهب إمامه، وقد أوضحنا مذهبنا وصححناه بالبراهين.

  وأما العصمة فلسنا ندعيها ولا ادعاها لنا أتباعنا إلا أنا نقول: إن الله تعالى قد فضلنا على كثير من عباده المؤمنين بولادة خاتم النبيين وسيد المرسلين، وإمام المتقين وأمير المؤمنين؛ فإنا قفونا آثارهم، وعزفنا نفوسنا عن مناهي رب العالمين، وإن جهلت ذلك - لكراهتك لنا - فلن يجهله من بحضرتنا من المسلمين؛ فقد عرفونا كباراً وكهولاً، وشباباً وصغاراً، وعلموا حال آبائنا بنقل الناقلين أنهم لم يألفوا المعاصي والملاهي، ولا دروا بالعيان ما هي،

  وأنا ابن معتلج البطاح تضمني ... كالدر في أصداف بحر زاخر

  ينشق عني ركنها وحطيمها ... كالجفن يفتح عن سواد الناظر

  كجبالها شرفي ومثل سهولها ... خلقي ومثل المرهفات خواطري

  وكتبنا بأقوالنا مشحونة، ومذاهبنا ظاهرة غير مدفونة، ندعوا بها الأولياء، ونحتج بها على الأعداء.

  وأما قوله: «لو أراد الاستدلال على ما يخالف مذهبهم ويبطل معتقدهم من الكتاب والسنة ..» إلى آخر الفصل - فليت أنه أراد ذلك وترك السباب، وما