[توضيح أصل المتسمين بالسنة والجماعة]
  الغريق شهيد، والمبطون شهيد، والذي يقع عليه الهدم شهيد» ... إلى سائر ما ذكر، وغير ذلك من الأخبار التي يحكم بأن من فعل كذا مات شهيداً، أو طبع له بطابع الشهادة، أو ختم له بذلك.
[توضيح أصل المتسمين بالسنة والجماعة]
  وأما قوله: «وإن ذكرت الدليل وصححته فلم يفز بذلك إلا أهل السنة والجماعة لحبهم لهم واعتقادهم على ما ذكرنا».
  فالجواب: أن قوله: لم يفز بذلك إلا أهل السنة والجماعة - فإن أراد بهم من كان على سنة النبي ÷ لم يغير ولم يبدل، وبالجماعة من لم يفارق المسلمين فيما أجمعوا عليه فأولئك هم أهل العدل والتوحيد، وهم أحق بهذا الاسم، وهم أهل المحبة لنا ولآبائنا À.
  وإن أراد نفسه ومن قال مقالته فقد بينا أنهم أهل السنة من أتباع معاوية اللعين على ما سنه من لعن أمير المؤمنين علي # على المنابر، وذلك ثابت فيما روينا عند ذكر أسانيد روايتنا عن ابن عباس أنه سأل معاوية قطع سب علي # فأبى عليه وقال: لا أتركه حتى يكون سنة، وإذا قطع قيل: قطعت السنة، وكان كما قال معاوية الملعون، حتى أن عمر بن عبد العزيز ¥ لما اختطب في ولايته وبلغ الموضع الذي كان بنو أمية يلعنون فيه علياً # فلم يلعن؛ فقام إليه رجل يقال هو من رواة الحديث، وقيل: عمرو بن شعيب فقال: يا أمير المؤمنين السنة السنة، فقال عمر: كذبت يا عدو الله، تلك والله هي البدعة، تلك والله هي البدعة لا السنة، وقرأ عوضاً من ذلك: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ٩٠}[النحل].
  وأما تسميتهم جماعة؛ فلما روي أن الحسن سلام الله عليه لما هادن معاوية اللعين حين خذله أنصاره ووثبوا عليه، واجتمع أهل تلك الجهة على معاوية