[مناقشة للفقيه حول دعواه أنهم أهل السنة والجماعة]
[مناقشة للفقيه حول دعواه أنهم أهل السنة والجماعة]
  وأما قوله [الفقيه]: ثم قال [القرشي] بعد هذا: «من مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة»؛ فأقول [الفقيه]: «هذه لنا بشارة عظمة ومنة من الله جسيمة؛ لأن خصومنا موافقون لنا على أنا أهل السنة والجماعة ولا يقدرون على دفع ذلك عنا، ولا يمكنهم أن يتسموا باسم السنة لاختصاصنا بها واختصاصهم بالشيعة؛ فهو إذاً وفرقته خارجون من هذا الحديث، ومعناه: أن من كان محباً لآل محمد فإن الله يحفظ عليه دينه ويحرسه إلى وقت موته، ولا يبتليه بتغيير ولا تبديل {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}[المائدة: ٥٤]».
  فالجواب: أنه بنى كلامه هذا على أنهم أهل سنة النبي ÷ وجماعة الصحابة ¤، وهذا منه رجم بغيب، بما قدمنا أن من كان على سنة النبي ÷ وقائلاً بما عليه السلف الصالح لا يعتقدون أن الله تعالى يخلق أفعال العباد، ولا يريد الواقع من الظلم والفساد، وقتل الأنبياء وتكذيبهم، وسب الإله سبحانه وتعالى، وهدم المساجد، وبقر بطون النساء، وغير ذلك من القبائح والفحشاء، بل يضيفون ذلك إلى فاعله من العصاة دون رب العالمين.
  وقد قدمنا أيضاً أنهم أهل سنة معاوية اللعين في سب أمير المؤمنين # وأتباع جماعته في الرضا بإمامته عند استيلائه على الأمر لما هادنه الإمام المنصوص عليه الحسن بن علي @، ولما اقتلع الله جرثومة الشجرة الملعونة الأموية وزال عرامها أمسكت السنة الجائرة عن الذم وبقي معها تحسين الظن بمعاوية، والنص عليه بالفضائل، وتلك عقابيل(١) ذلك الكفر العتيق الذي جعله الفقيه سنة وجماعة.
  وأما قوله: «إن خصومه موافقون له على أنه من أهل السنة والجماعة» فلا
(١) العقابيل: بقايا العلة، الواحدة عقبولة وعقبول بضمهما، وتعقبله تعقبه. أفاده القاموس.