كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار حول حديث تحريم الجنة على ظالم أهل البيت]

صفحة 273 - الجزء 2

  فالجواب في ذلك: أنه بقوله: أنت أيها الرجل وفرقتك مخالفون؛ لا يصح به الخلاف إذ الخلاف والوفاق لا يكون إلا بالدليل.

  وأما ما ذكرت من حديث علي فقد ذكرنا معناه بما يوافق دلالة العقل ومحكم القرآن الذي أمر تعالى برد ما تشابه إليه.

[حوار حول حديث تحريم الجنة على ظالم أهل البيت]

  وأما قوله⁣(⁣١) في حديث النبي ÷: «حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وحاربهم، وعلى المعين عليهم أولئك لا خلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» قال⁣(⁣٢): «فيقع عندي أن هذا من أحاديث المطرفية؛ لأن كتاب الله يرد هذا، قال تعالى: {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}⁣[الحجرات: ٩]، فسماهما مؤمنين بعد وجود البغي، قال: وصح بالنقل الذي لا يدفع ولا يحتاج إلى سند لظهوره وشهرته أن علياً # كان يصلي على أصحاب معاوية، وهم قاتلوه وبغوا عليه فلو كان يعتقد كفرهم، وأنهم من أهل النار لما صلى عليهم، مع كونه بزعمك راوي الحديث»، وكتب: (واري - بتقديم الواو - الحديث)، ومثل هذا لا ينقده أهل العلم، ولا يمتنع وقوعه، ولكن الفقيه ذكر مثل ذلك فذكرناه وهو من إحدى عجائبه -⁣(⁣٣)؛ قال: «فعلمت أن حديث هذا من الأحاديث الموضوعة، والمخترعات المدفوعة».

  [الجواب]: أما طعنه في الحديث وأنه مطرفي؛ فقد علمنا من تمحن قوله أنه لا يبالي بما تكلم، ولا ينقد نفسه ولا بد من ذكر سند الحديث فمن أي


(١) أي العلامة القرشي.

(٢) أي فقيه الخارقة.

(٣) ما بين الشرطتين مداخلة من الإمام # في التعليق على الفقيه ثم رجع إلى كلام الفقيه بقوله #: قال ... إلخ.