كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار مع الفقيه حول حديث المبايعة]

صفحة 287 - الجزء 2

  أخبرني أبو محمد عبدالله بن صالح البخاري، قال: أخبرني ابن أبي عمر العدني، وإسحاق بن إبراهيم المروزي، قالا: حدثنا ابن سليم، عن أبي خيثم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله الأنصاري.

  وحدثنا أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا خلف بن هشام البزاز، قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن، عن عبدالله بن خيثم، عن أبي الزبير محمد بن مسلم، أنه حدثه عن جابر بن عبدالله الأنصاري أن رسول الله ÷ لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في الموسم والمجنة⁣(⁣١) وعكاظ ومنازلهم من منى فيقول: من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة؟ فلا يجد أحداً ينصره ولا يؤويه حتى إن الرجل ليرحل من مصر أو اليمن إلى ذي رحمه فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريش لا يفتنك، ويمشي على رحالهم يدعوهم إلى الله ø فيشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثنا الله ø من يثرب فيأتيه الرجل فيؤمن به ويقريه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم يبق دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام، وبعثنا الله ø إليه فأتمرنا واجتمعنا سبعين رجلاً بمنى؛ فقلنا: حتى متى نذر رسول الله ÷ يطرد في جبال مكة ويخاف، فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدناه شعب العقبة، فقال عمه العباس: يا رسول الله يا ابن أخي ما أدري ما هؤلاء القوم الذين حولك، وإني ذو معرفة بأهل يثرب واجتمعنا عنده من رجل ورجلين، فلما نظر العباس في وجوهنا، قال: هؤلاء قوم لا نعرفهم هؤلاء أحداث، قلنا: يا رسول الله، علام نبايعك؟ فقال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا بالحق لا تأخذكم فيه لومة لائم،


(١) المجنة عين قرب مكة، وقد تكسر ميمها. انتهى من القاموس، تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.