[رواية الإمام (ع) لحديث المبايعة مسندا]
[رواية الإمام (ع) لحديث المبايعة مسنداً]
  وأما ما ذكر من كيفية الرواية بالإسناد فلقد تحككت العقرب بالأفعى(١)، واستنت الفصال حتى القرعى(٢)، ويحك فمن يعرف أحكام الأخبار وطرقها وصورها ومعناها؟ فمن يضطلع بنقلها؟ أفنحن جهلناها وهي أمنا التي رئمناها(٣)، ونحن إليها نرجع فما عذرنا أن عققناها؟
  أما ما ذكرت من الخبر والسند في البيعة للسبعين فهو مسموع لنا كما ذكرت أو نحو ذلك، وللأنصار بيعتان الصغرى والكبرى، وحديثهما فاش، وهو مسموع لنا، فالحمد لله، وقد أسندت، وهذا إسناد ما رواه شيخنا محيي الدين محمد بن أحمد بن الوليد القرشي - أيده الله - وهو يرويه، ونحن نرويه عنه، ونرويه عن الشيخين الفاضلين عفيف الدين حنظلة بن الحسن بن شبعان الصنعاني إجازة، وعن الشيخ الأجل حسام الدين عمدة المتكلمين الحسن بن محمد الرصاص ¥ قراءة عليه، قالوا: أخبرنا القاضي الأجل شمس الدين جمال الإسلام والمسلمين جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى - أطال الله أيامه - قراءة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام شمس الفقهاء قطب الدين أحمد بن أبي الحسن الكني - طول الله عمر - قال: أخبرنا الشيخ الإمام فخر الدين زيد بن
(١) قال في زهر الأكم في الأمثال والحكم في شرح هذا المثل: ومغنى تحكك العقرب بالأفعى لصقت بها وحلقت حواليها أو تعرضت لشرها. يضرب لمن يصارع أو ينازع أو يخاصم من هو أقوى منه أو يتشبه بغيره ويحكي فعله ولا يقوى قوته.
(٢) قال في جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري في شرح هذا المثل: يضْرب مثلا للرجل يفعل مَا لَيْسَ لَهُ بِأَهْل وَأَصله أَن الفصال إِذا استنت صحاحها نظرت إِلَيْهَا القرعى فاستنت مَعهَا فَسَقَطت من ضعفها والاستنان هَاهُنَا الْعَدو والقرع بثر يخرج بالفصال فتجر على السباخ فتبرأ. اهـ (منه).
(٣) رَئِمَ الشيءَ، كسَمِعَ: أحَبَّه، وألِفَهُ، وـ الناقةُ ولَدَها: عَطَفَتْ عليه، ولَزِمَتْه، فهي رَؤُومٌ ورائِمةٌ ورائمٌ. وأرْأَمَها: عَطَّفها على غيرِ ولَدِها. اهـ (من القاموس المحيط بتصرف).