[رواية الإمام (ع) لحديث المبايعة مسندا]
  فأي حديث تراه؟ وأي رجال نقلته؟ إن كنت تعرف الرجال من أهل العلم كما عرفناهم بفضل الله من أهل مقالتنا، وأهل مقالتك أهل الأصول منهم وأهل الفروع، ورواة الأخبار.
  من شك في جري الكميت فبينه ... فيه وبين يقينه المضمار
  فمن رددنا حديثه قلنا: حديث فلان مردود لأنه كان يفعل كذا وكذا من القبائح، أو لا يقوم بكذا من الواجبات على حقيقة ويقين، أو إساءة أو تغفل، لا كما رد الفقيه الأخبار بقوله: هذا كذب أو هذا رواته المطرفية؛ فليت شعري من سبقه من أهل العلم إلى هذه الطريقة، وإن كانت لنفرته من ذكر الذرية الزكية؛ فكم من الآثار النبوية من دليل على ولايتهم، وتصريح بأحوالهم وأسمائهم.
  وأما قوله: «فأما بعد ظهور الإسلام وقوته فقد أمن النبي ÷ وزال الخوف، قال: فلا معنى لما ذكر هذا الرجل(١)».
= مستتراً في خفية يشاهد المحامل التي حمل عليها عبدالله بن الحسن وأهله في القيود والحديد من المدينة إلى العراق، فلما مروا به بكى وقال: ما وفت الأنصار ولا أبناء الأنصار لرسول الله؛ بايعهم على أن يمنعوا محمداً وأبناءه وأهله وذريته ممَّا يمنعون منه أنفسهم وأبناءهم وذراريهم فلم يفوا، اللَّهُمَّ اشدد وطأتك على الأنصار). إنتهى من (شرح النهج).
ورواه الإمام أبو طالب # بإسناده إلى علي #.
وقد مر قول يحيى بن عبدالله النفس التقيَّة من خطبته للعرب: (وقد عاهدتموه يعني النبي ÷ على أن تمنعوه هو وذريته ممَّا تمنعون منه أنفسكم وذراريكم ... إلخ). تمت.
وروى الحافظ محمد بن جعفر الحائري في كتاب (إقرار الصحابة) بسنده إلى أبي جعفر الطيالسي عن سعد بن أبي وقاص قال: (بايعنا رسول الله ÷ على حبّ علي بن أبي طالب وعترته، وعهد إلينا أن بغضه نفاق وأن الحق معه ... إلخ). تمت.
(١) قال ¦ في التعليق: كيف وقد قال ÷: «إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً» [روى حديث: (إن أهل بيتي سيلقون من بعدي قتلاً وتشريداً): المحب الطبري في الذخائر (ص ١٧)]. أخرجه نعيم بن حماد في (الفتن) والحاكم في (المستدرك) عن أبي سعيد. تمت (تفريج). وأخرجه محمد بن سليمان عن عبدالله بن مسعود. تمت.
وقال ÷: «إلى الله أشكو من ظالمهم، والله لتقتلنهم أمتي ... إلخ»، وقد مضى في حديث المرشد =