كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رواية الإمام (ع) لحديث المبايعة مسندا]

صفحة 292 - الجزء 2

  فالكلام في ذلك: أن حديث الفقيه - أبقاه الله! - حديث من لم يعقل معناه؛ لأنه قال: زال الخوف فأي خوف زال عنه ÷ من أمته على ذريته حتى لقي الله ø وهو لا يعزي نفسه إلا بما أعد الله لهم في دار كرامته، وكم في ذلك من أثر صحيح وخبر صريح، كحديثه في قتل الحسين # الذي قال فيه: «سررت بكم سروراً لم أسر بكم قبله مثله، فأتاني جبريل فأخبرني أنكم قتلى، وأن مصارعكم شتى»، قال: يا رسول الله، فمن يزورنا على تباين قبورنا؟ قال: «قوم من أمتي يريدون بذلك بري وصلتي، إذا كان يوم القيامة أتيت إلى أن آخذ بأعضادهم فأنجيهم من أهوالها وشدائدها»⁣(⁣١).

  ونحن نرويه مسنداً من أمالي أبي طالب #، وحديث (فخ)، وحديث النفس الزكية، وسنذكر⁣(⁣٢) مسند ذلك عند ذكر أخبارهم $، ولم يكن توثيقه على الأمة إلا خوفاً مما كان.


= بالله. تمت.

على أنه سيأتي للفقيه في الجزء الثالث في تأويله حديث الغدير بأن النبي ÷ علم بما يقع لأولاده وأهل بيته من القتل والتشريد والتطريد وأعلم علياً بذلك، وأن الخوارج تقاتله، فقصد النبي بمن كنت مولاه التحذير من ذلك.

وهنا أنكر وقال: لا معنى لإلحاق «وذريته» في حديث البيعة لظهور الإسلام وقوّته وزوال الخوف، وهذا من عجائبه، أو دليل على عناده ومغالطته، أو مصاب بدعوة النبي ÷، فلم يظهر له أن ثَمَّ من ينقد عليه وهو يدعي الكمال، وينقد على فحول الرجال، تمت.

(١) قال ¦ في التعليق: وأخرج أبو طالب عن علي قال: قال رسول الله ÷: «من زار قبراً من قبورنا أهل البيت ثم مات من عامه الذي زار فيه وكَّل الله بقبره سبعين ملكاً يسبحون له إلى يوم القيامة»، تمت.

وقال الحسين السبط: يا رسول الله ما لمن زارنا؟ فقال ÷: «من زارني حياً أو ميتاً، أو زار أباك حياً أو ميتاً، أو زار أخاك حياً أو ميتاً، أو زارك حياً أو ميتاً كان حقيقاً على الله أن يستنقذه من النار يوم القيامة»، رواه الهادي إلى الحق #، ذكره في (الأسانيد اليحيوية)، تمت.

(٢) قد مر ذلك في الجزء الأول، ولكنه قدم تأليف هذا قبله كما هو عليه كثير من المؤلفين في تقديم الآخر قبل الأول اهتماماً.