كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الحوار حول حديث: «من سره أن يحيا حياتي ... إلخ»]

صفحة 293 - الجزء 2

  ولما خُرِجَ ببني حسن، قال جعفر بن محمد #: والله ما وفت الأنصار لرسول الله ÷ بما بايعته عليه، وقد ذكرنا ذلك في كتابنا عند ذكرهم⁣(⁣١).

[الحوار حول حديث: «من سره أن يحيا حياتي ... إلخ»]

  قال [الفقيه]: «والحديث الذي ذكر [القرشي] بعد هذا عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ÷: «من سره أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنة التي وعدني ربي؛ فليتول علي بن أبي طالب وذريته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعدي؛ فإنهم لم يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة».

  [قال الفقيه: ] فقد أخطأ في إعرابه في موضعين، الأول: قوله: فليتول علي بن أبي طالب؛ فأثبت فيه الياء، ولم يعلم أنه مجزوم وأظنه قد عرض رسالته هذه على إمامه المعصوم.

  وأما الثاني: فقوله: فإنهم لم يخرجوكم، وكان ينبغي أن يقول: لن؛ لأن لم لنفي الفعل الذي بمعنى المضي كقولك: لم يقم زيد وما أشبهه، ولن لنفي الفعل الخالص والاستقبال⁣(⁣٢) كقولك: لن يقوم زيد وشبهه، ومن أجل هذا قلت له أولاً: إنه لم يعرف الفرق بين معاني الأفعال من الماضي والمستقبل والحال».

  قال [الفقيه]: «وقد زاد فيه أيضاً زيادة من كيسه؛ لأن الحديث قد نقل إلى


(١) قال ¦ في التعليق: وقد روى هذا أبو الفرج الأصفهاني، قاله ابن أبي الحديد في (شرح النهج). تمت.

أخرج الديلمي عن جابر وأحمد في (المسند)، والطبراني في (الكبير)، وسعيد بن منصور عن أبي أُمامة أن رسول الله ÷ قال: «يجيء يوم القيامة المصحف والمسجد والعترة فيقول المصحف: يا ربِّ حرقوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا ربِّ خربوني وعطلوني، وتقول العترة: طردونا وشردونا، وأجثوا بركبتي للخصومة، فيقول الله: ذلك إليَّ وأنا أولى بذلك» تمت من (العتب الجميل) لابن عقيل |.

(٢) كذا في النسخ، ولعله: الخالص للاستقبال.