[الحوار حول حديث: «من سره أن يحيا حياتي ... إلخ»]
= الشافعي نزيل المدينة المشرفة وقال: أخرجه الماوردي، وابن شاهين، وأبو بكر بن مردويه في فوائده، انتهى من (الإقبال).
وأخرجه الطبري عن زياد بن مطرف من قوله: وذكر هذا ... إلخ، فكيف يقال: تحذف الزيادة لعدم ذكرها في حديث زيد بن أرقم؟
ولم لا يجب الحكم بزيادتها في حديث زيد؟ وإنما حذفها الراوي لغرض، فما المخصص سبحان الله؟ فلقد صدق من قال:
من تحلى بغير ما هو فيه ... فضحته شواهد الامتحان
مع أنه قد أخرج أبو نعيم في (الحلية) حديثنا، وكذا المرشد بالله بزيادة لم يقل عالم بأنها زادها أبو نعيم والمرشد بالله من كيسهما لعدم ذكرها في حديث زيد بن أرقم ولفظه في (الحلية): «من سرَّه أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن الَّتي غرسها ربِّي؛ فليوال علياً من بعدي، وليوالِ وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي؛ فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهماً وعلماً، فويل للمكذبين من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي» وأخرجه الكنجي عن ابن عباس كما أخرجه أبو نعيم. انتهى. وهذا شاهد للحديث الذي ذكره الإمام # [الحلية (١/ ٨٦)].
وكذا الزيادة في حديث المرشد بالله عن إبن عباس وهي: «وأوصياه فهم الأولياء والأئمة من بعدي ... إلخ» وقد مر، وسيأتي، فهو شاهد أيضاً كذلك والحديث الذي ذكره الإمام بزيادة «وذريته» هو ممَّا أخرجه المرشد بالله عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه زين العابدين، عن جده الحسين السبط قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من أحبَّ ... إلخ» فلا يرد عليها ما ورد على الزيادة فيما أخرجه ابن مندة وابن شاهين ونحوهما عن ابن مطرف؛ لاختلاف الراوي في حديث المرشد، والحديث عن زيد بن أرقم، وبقي الكلام في الزيادة عن ابن مطرف، فأولاً: أنه لا يرد سؤال عليها حتى تثبت الزيادة عن ابن مطرف عن زيد، وإذا لم تثبت فلم لا يجوز كونها عن ابن عباس، أو عن الحسين بن علي كما في حديث المرشد، أو عن بعض الصحابة؟. وكونه [أي ابن مطرف] روى عن زيد لا يقتضي أنه لم يروِ الزيادة إلاَّ عنه.
ثم لو صَّح كونها عن زيد فالزيادة مقبولة كما قرر في الأصول سيما هنا فإنها لم تغير حكم المزيد عليه على أنه قد يكون ثم حامل على الاقتصار من تقية أو نحوها، فتأمل.
نعم، قد أخرج الحديثَ الطبريُّ في (المنتخب من ذيل المُذَيَّلِ) بإسناده إلى زياد بن مطرف قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من أحبَّ أن يحيى حياتي» ... الحديث، بزيادته، كما أخرجه ابن شاهين، وكما في حديث المرشد بالله عن الحسين السبط فمع سماع ابن مطرف من النبي ÷ لا إشكال، والحمد لله المتعال.