كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[استدلال الفقيه بخبر السفينة على إمامة العباسي]

صفحة 299 - الجزء 2

  ونقض الأيمان بعد توكيدها، وشرب المسكرات، وفعل المنكرات، وسفك الدم الحرام، وأخذ المال الحرام.

  يا جاهداً في مخازيهم تكتمها ... غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم

  لا عن أبي مسلم في نصحه صفحوا ... ولا الهبيري نجّى الحلف والقسم

  ولا الأمان لأزد الموصل اعتمدوا ... فيه الوفاء ولا عن عمهم حلموا

  فسفن النجاة من كان دأبهم العلم والعمل، وطاعة الله ø، والمكلفون بذلك قد عرفوا موضعه.

  وأما قوله: «فقد استدللنا أن هذا الإمام العباسي الصحيح الإمامة من تخلف عنه غرق».

  فالكلام عليه: أنه لقد زخرف الوقوع [القول (نخ)] على أمر غير واقع وهو الاستدلال؛ فما الدليل على إمامته من الكتاب الكريم أو السنة النبوية أقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا}؟! [السجدة: ٢٤]، أو قوله: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ٥}؟! [القصص]، أو قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى}⁣[يونس: ٣٥]؟!

  وما دليله من السنة؟ أقول النبي ÷: «الأئمة ثلاث: إمام ناج وأتباعه ناجون، وهو الذي سريرته تساوي علانيته في طاعة الله، وإمام هالك وأتباعه هالكون، وهو الذي سريرته تساوي علانيته في المعصية لله، وإمام هالك وأتباعه ناجون، وهو الذي ظاهره سليم وباطنه غير مستقيم»؟!

  أم إجماع الأمة؟ فذلك قول مفقود؛ لأن صلحاءها ينكرون إمامته وإمامة أمثاله، وقوله: «الصحيح الإمامة» قطع بغير بيان، وحكم بغير برهان.