[بيان أن أهل البيت مجمعون على الأصول من العدل والتوحيد والإمامة]
[بيان أن أهل البيت مجمعون على الأصول من العدل والتوحيد والإمامة]
  وأما قوله: «إذ ليس المقصود على أصلك اجتماع أهل البيت كلهم على القول الواحد والرأي الواحد، ولو ذهبت إلى ذلك لم تجده أبداً».
  فالكلام عليه: أنه لا بد من اجتماع أهل البيت $ في الأصول، وقد اجتمعوا على ذلك كما قدمنا ذكره، والمعلوم من مذاهبهم العدل والتوحيد - إلا من شذ آخراً من المستضعفين فخلافه بعد إجماع قد سبقه واستمر عصوراً متوالية؛ فلا يلتفت إلى خلافه وشذوذه؛ إذ أعدادهم وأفعالهم وأقوالهم محصورة معلومة لمن يعرفهم أو يعتني بهم - وتقديم علي بن أبي طالب على الكافة بعد النبي ÷ بالنص، وكذلك الكلام في ولديه وأولادهما.
[اتباع الفقهاء الأربعة للعترة]
  وقد روينا بيعة أبي جعفر لمحمد بن عبدالله النفس الزكية # وتعظيمه له، وذكره الطبري في تاريخه(١)، ولم يقل بقول الفقيه في الطائفة العباسية أحد من أهل الفقه الجامعين للعلم والورع؛ لأنهم كانوا أتباع الأئمة من الذرية الطيبة، ولو لم يكن من ذلك إلا ما ظهر من أئمتهم الأربعة فباقي أهل الفقه لهم تبع - أعني من فقهاء العامة - وهم: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وابن حنبل؛ والمأثور من هؤلاء الولاء للذرية، ورفض إمامة بني العباس، وقد ذكرنا حديثهم مع ذكر أهل البيت المطهرين.
[ثناء الإمام (ع) على محيي الدين القرشي]
  وأما قولك للشيخ محيي الدين - أيده الله -: «لم يقم في وجهه إلا أنت وإمامك ومن تبعك من أهل فرقتك» فما قلت في ذلك إلا الحق، وما نرجوا
(١) قال رضوان الله عليه في التعليق: ذكره الطبري في موضعين:
أحدهما: أنَّ أبا جعفر أخذ بعض شيعة الإمام محمد بن عبدالله، فلما أُحضر بين يديه قال له: خرجت عليَّ؟ فقال: نعم؛ بايعته أنا وأنت، فَوفَيْتُ وغَدَرْتَ، هذا معنى ما في التاريخ.
وفي موضع: روي أن أبا جعفر من جملة من قد بايع محمد بن عبدالله في مكَّة.