كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار حول حديث: «لا نالت شفاعتي من لم يخلفني في عترتي»]

صفحة 303 - الجزء 2

  أطهر ولا أصلح من أجنادهم، لا يعرف فيهم شرب المسكر، ولا ظهور المنكر؛ فتفكر إن كنت ممن يتفكر.

  وفيهم العلماء الذين ملأوا البلاد الواعون علوماً مفيدة، وآثاراً حميدة، ونغصوا على الظالمين لذيذ المنام، وجرعوهم كؤوس الحمام، فكم منهم من شهيد بين أيدي الذرية؟ وكم من الظالمين منهم من قتيل بتلك الأيدي الزكية؟ ألم تعلم قصة باخمرى⁣(⁣١) بعد انقضاض الجنود واستدارتهم على إبراهيم بن عبدالله بن الحسن # استدارة حتى صاروا كسور الحديد، وهذه سيوف الزيدية أقامت في الكوفة دهراً، وانتشرت في العراق لم تَلْقَ شيئاً، ألم يَهزِمُوا في خراسان وهم سبعون رجلاً عشرةَ آلاف مقاتل من الأموية بين يدي يحيى بن زيد #، ألم يخرج من الكوفة أربعة آلاف زيدي متحنط فهزموا هرثمة بن أعين وهو في ثلاثين ألفاً؟! وكم لهم من وقعة مشهورة، وأيادٍ مشكورة يعرفها أهل المعرفة⁣(⁣٢).

[حوار حول حديث: «لا نالت شفاعتي من لم يخلفني في عترتي»]

  وأما قوله [الفقيه]: «فأما الحديث الذي رواه عن علي #: «لا نالت شفاعتي من لم يخلفني في عترتي أهل بيتي» قال [الفقيه]: فأقول: أول ما في هذا الحديث أنه ناقص، وكان ينبغي له أن يقول: بخير؛ فإنه يقال: خلف بخير، وخلف بشر، قال الله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ}⁣[مريم: ٥٩].

  وأما الكلام في الاسم يقال: زيد خلف سوء بإسكان اللام، وخَلَف صدق بفتحها، إنما هذا الرجل في غفلة عن المقصود.


= حرساً ... إلخ»، فقال جعفر: ما أعلمها إلاَّ في أصحاب عمي زيد بن علي #.

(١) باخمرى، كسكرى: قرية قرب الكوفة بها قبر إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. انتهى من القاموس.

(٢) وقد ذكر الإمام # بعض مواقف رجال الزيدية وبسالتهم وجهادهم بين يدي أهل البيت $ في شرح الرسالة الناصحة للإخوان في الجزء الثاني فراجعه تجد ذلك.