[عترة النبي ÷ وقرابته وعدم دخول العباسي فيهم]
  وأما قوله: «فخلص نفسك من أحد هذين الأمرين، ولا مخلص لك من أحدهما أبداً ..» إلى آخر ما هذى به، وخرج من الدين والأدب بِسَببه.
  فالجواب: أن قسمته هذه غير منحصرة فيلزم أن لا يخرج من أحد القسمين إلا إلى الآخر، وقد أريناه ذلك إن كان ممن له تمييز ومعرفة بطرق القسمة؛ فإنه أخل بما كان يجب أن يذكر لكن لعله أراد أن يبقي لنفسه ما يتوجه له فيه الإلزام، ويتوسع به في الكلام.
[عترة النبي ÷ وقرابته وعدم دخول العباسي فيهم]
  وأما ما حكاه [الفقيه] بقوله: «وأما قوله [القرشي]: عن النبي ÷: «لا يؤمن أحد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من عترته، ويكون أهلي أحب إليه من أهله، وتكون ذاتي أحب إليه من ذاته»(١).
= هذا، ولم أنبِّه بما هنا إلا أن كلام الإمام لا تصريح فيه بالمخلص[١]، وإن كان فيه إشارة فربما لا تظهر سيما مع طول المبحث، والله أعلم.
وحديث (الصحيفة): أخرجه أبو طالب عن علي #. تمت، (تفريج).
ولفظه في (الصحيفة): وبإسناده قال: قال رسول الله ÷: «أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليها، والمحب لهم بقلبه ولسانه». تمت، والحمد لله.
[١] ينظر، فقد أفاد كلام الإمام # المخلص، وهو أن الشفاعة ثابتة للمؤمنين أي جميعهم، فيقال للفقيه مُسلَّم اختصاص الشفاعة بالمؤمنين، وأنها تحصِّل زيادات ... إلخ، وقولك: فلا ضير على من آذى النبي ÷ ... إلى قوله: غاية الأمر أن تفوته درجات ولا مشقة - ممنوع؛ لأن من حرم الشفاعة حرم الجنة، فليس من المؤمنين، فهو من أهل النار، وإلا لاستحق شفاعة المختار إذ هي لمن استحق الجنة، والحاصل أن نفي الشفاعة نفي لدخول الجنة إذ هي لازمها، فهو من باب الكناية كقوله: «لم يرح رائحة الجنة» ونحو ذلك من الكنايات، فكأنه ÷، قال: «لا يدخل الجنة من لم يخلفني في عترتي» هذا الذي ظهر فيتدبر والله يتولى التوفيق، تمت منقولة من خط الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(١) [روى حديث: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي ... إلخ): الإمام المرشد بالله في أماليه الخميسية (١/ ١٥٥) والسمهودي في جواهر العقدين (ص ٣٢٨) قال في=