[عترة النبي ÷ وقرابته وعدم دخول العباسي فيهم]
  ثم قال [الفقيه]: «وأما قوله [أي: القرشي]: أحب إليه من نفسه، فهذا واجب على كل مسلم، ومن عدل عن هذا فلا حظ له في الإسلام.
  وأما قوله [القرشي]: تكون عترتي أحب إليه من عترته، [قال الفقيه: ] فقد بينا أن العباسي من عترته، فما أجاب به في حقه فهو جوابنا له في حق صاحبه».
  فالجواب: أنا نقول: بم بينت أنه من عترته أيها الفقيه؟ ولعلك أردت من قرابته، وهذا حق؛ فأما العترة فهم الولد وولد الولد، ذكره ابن فارس وغيره من أهل اللغة في المجمل فاطلبه، ولا يقال في غيرهم عترة إلا مجازاً، والمجاز لا يقاس عليه ولا يستعمل مع وجود الحقائق، فاسأل أهل اللسان يعلموك به إن كنت لا تعرفه.
  على أن العترة إن كان قد دخل العباس في بعض الأخبار، فقد ورد في سائرها «عترتي أهل بيتي»، فخص بذلك أهل البيت، وهم أهل الكساء، وقد مر في كتابنا هذا خبرهم، وذكر أسانيده، وسائر البطون الأربعة قد شاركوا أهل البيت $ في الفضل وتحريم الصدقة ووجوب الخمس، واستبد أهل البيت $ من بينهم بأمور لم يشاركهم فيها مشارك:
  أحدها: أنهم معدن الإمامة، وخرج الجواب عن قوله: فما أجاب به في حقه فهو جوابنا له، وإن كان يراد بأنا نجيب بأن النسب لا يكفي في استحقاق
= هامشه: أخرجه الديلمي في الفردوس (٧٧٩٦) وفي زهر الفردوس (٤/ ٢١٧) والطبراني في الكبير (٧/ ٨٦) والهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٨٨). انتهى.
قال السمهودي (ص ٣٢٨): أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، وأبو الشيخ في الثواب، والديلمي في المسند].
(*) قال ¥ في التعليق: أخرجه الناصر للحق #، والبيهقي، وأبو الشيخ، والديلمي، وأخرجه الطبراني وابن حبان عن ابن أبي ليلى، وأخرجه المرشد بالله عن أبي ليلى.
وسند الناصر # فيه إلى أبي ليلى بزيادة: «وذاتي أحب ... إلخ». وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي عن أبي ذَّر من دون: «ذاتي ... إلخ». تمت.