كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إخراج الأزواج عن أهل البيت، وفائدة ذكر الأهل بعد العترة، ومناقشة بقية الخبر]

صفحة 314 - الجزء 2

  التعظيم واستحقاق الخلافة، وإن كانت لهم جميعاً مزية النسب الذي فضل به الجميع على كافة العجم وسائر العرب، فنحن نجمع بين الكل منهم في ذلك ونرويه ولا ننكره، ولكن لا فرج للفقيه في ذلك حيث أورده مورد الاستظهار، وأقامه مقام الانتصار.

  وأما قوله: «على أنا ننفصل على هذا ونقول: العباسي تابع كتاب الله وسنة نبيئه ÷ فهذا الفضل له، والمحبة واجبة له، وصاحبك بخلاف هذا فيكون الأمر على خلاف ما تريد».

  فالجواب: أنا قد ذكرنا في رسالتنا هذه أحوال بني العباس مفصلة رجلاً رجلاً، وإمامك أحدهم، وقد ذكرنا رجالنا رجلاً رجلاً، ومن ذكرت هذا أحدهم؛ فلا فائدة في تكرير ذلك؛ فإن كانت هناك مسكة من علم ودين فانظر لنفسك بعين الإنصاف، واترك التعصب بغير دلالة والانحراف، وإن أبيت إلا الاعتماد على الأذية والسباب، والولوج في هذه الأبواب التي لم يسبقك إليها أحد ممن عاشرنا من أهل ملتك ولا سواهم، ولا بلغنا عن موافق ولا مخالف، فلك بذلك عند الله تعالى وعند المسلمين ما تستحقه {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}⁣[الشعراء]، {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ٤٢}⁣[الرعد].

[إخراج الأزواج عن أهل البيت، وفائدة ذكر الأهل بعد العترة، ومناقشة بقية الخبر]

  وأما قوله [الفقيه]: «أخبرني ما تريد بأهله، أتريد أزواجه فهذا الحديث حجة عليك⁣(⁣١)، والإيمان إذاً منفي عنك؛ لأنك تطعن على عائشة وحفصة، وقد


(١) قال ¦ في التعليق: قالت عائشة: (ولد لأبي غلام فجيء به إلى رسول الله ÷ فقلت: سمّه يا رسول الله، فسماه محمداً، قلت: ادع له، فقال: اللهم بارك فيه واجعله محباً لأهل بيت نبيئك؛ فقاتَلني - والله - بالبصرة مع علي بن أبي طالب، فذكرت الدعوة) رواه الهادي بن إبراهيم قاله في تفريج الكروب، انتهى بالمعنى؛ [ورواه الديلمي في (قواعد عقائد آل محمد $) بأبسط من هذا وفيه، فقال: (سميته باسمي)، وفيه: فقلت: يا رسول الله ادع له بالبركة، فقال: اللَّهُمَّ =