[إخراج الأزواج عن أهل البيت، وفائدة ذكر الأهل بعد العترة، ومناقشة بقية الخبر]
  كذبتهما فيما روتا عن النبي ÷.
  وإن عدت وقلت: أهله عترته لم يقبل هذا منك؛ لأنه قد تقدم ذكر عترته والعترة أهل البيت، ويكون هذا تكراراً لا فائدة فيه ولا معنى».
  فالجواب: أما عائشة وحفصة فلم نتكلم فيهما، منعت من ذلك(١) أخبار الصحاح الجلية الفصاح، أن عترته وأهل بيته أهل الكساء، دون سائر الرجال والنساء، فلو شركهم غيرهم ذلك لغة فقد منع الشرع الشريف من ذلك، وحقيقته أولى من حقيقة اللغة.
  ولأنه لو كان المراد به النبي ÷ وحده لجاز ذلك، وكان التكرار للتأكيد؛ فكأنه لم يسمع قوله تعالى: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ٣٦}[المؤمنون]، فهل معنى الأولى أيها الفقيه إلا معنى الآخرة، وإنما يكرر أهل اللسان اللفظ الواحد للتأكيد، وكقول الشاعر:
  أخاك أخاك إن من لا أخاً له ... كعادٍ إلى الهيجاء بغير سلاح
= بارك فيه إلى قوله ÷: واجعله محباً لنبيئك وأهل بيته، قالت عائشة: فقاتلني والله بالبصرة مع علي بن أبي طالب (وذكرت عند ذلك الدعوة ... إلخ). تمت، منقولة من خط الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #]، فهل يكون لقول عائشة معنى لو كان الأزواج من أهل بيت النبي ÷ بلى إنه يفيد إقرار عائشة بأنها لم تكن من أهل البيت، ولذا قال ÷: «أول من يلحقني من أهلي أنت يا فاطمة، وأول من يلحقني من أزواجي زينب ... إلخ». أخرجه ابن عساكر عن واثلة، فتأمل. تمت.
وقد مر الكلام في إخراج الزوجات عند فصل آية التطهير أول الكتاب من نحو أن النبي ÷ لم يدعهن ولا غيرهن من الأعمام وسائر الأقارب غير علي وفاطمة وابنيهما، بل قال لأم سلمة: «مكانك» لما رفعت الثوب لتدخل معهم في الكساء وجذ به من يدها. وكذا عائشة وزينب زوج النبي ÷، وكذا زينب ربيبته، فراجعه إن شئت.
(١) أي: من إرادة الأزواج. (هامش نخ).