[الحوار في حديث فضل أهل البيت على الناس وتصحيحه]
  [الشعراء]، وذكروا قول الحارث بن عباد:
  قربا مربط النعامة مني ... لقحت حرب وائل عن خبال
  إلى آخر القصيدة، ونقيضها: ... قربا مربط المشهر مني
  إلى آخرها، إلا القليل؛ فكأن الفقيه لم يعلم معنى قوله تعالى: {وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ}[البقرة: ٢٠٥]، أن معنى الحرث النكاح والنسل الناس.
  وكأنه لم يسمع قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}[البقرة: ٢٢٣]، فأكده فما فائدة الحرث أيها الفقيه إلا الزرع، وما علمت أن خطباء آبائنا $ تعرف بعدهم: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل، وما أظن الفقيه سمعها، وإن سمعها فلِمَ يَجْهلها، وإن لم يجهلها فلم نقدها؟ فقد صار بين أنواع الخطأ؛ فنعوذ بالله من فكرة تؤدي إلى حسرة.
  ولو أمعن الفقيه النظر، ولم يسمع بهذا الخبر، وعرف أحوال الذرية وتفقد علومهم، وما نشر الله في الآفاق من بركة فوائدهم على ضيق أحوالهم، وإخافة الظالمين لهم، وتبديدهم تحت الكواكب لعلم أن تلك البركة لا تقع إلا بدعوة نبوية، وتأييد إلهي؛ إذ العادة أن عالمهم تفزع إليه العلماء، ويفتقرون إلى علمهم فيردون عذباً فراتاً، وسلسالاً نميراً.
[الحوار في حديث فضل أهل البيت على الناس وتصحيحه]
  قال [الفقيه]: «وأما قوله [القرشي]: في الحديث عن النبي ÷: «فضل أهل البيت على الناس كفضل البنفسج على سائر الأزهار» فأقول [الفقيه]: ليس ينكر فضلهم، ولا يجهل حقهم إلا مارق عن الدين معدود في جملة الملحدين، ولم يفضلوا إلا بمتابعة النبي ÷، فأما من خالفه فليس من الفضل في شيء».
  فالجواب: أنه أقر بالفضل لأهل البيت $ أولاً، وذلك يقضي تميزهم