كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تصحيح الاعتزاء إلى الإمام زيد (ع) والقول الصحيح في سبب خروجه]

صفحة 329 - الجزء 2

  ما ظهر إلا غضباً لله ø كيفما دارت الرواية واختلف اللفظ؛ فالمعنى ما ذكرنا في جملته، ونحن أعلم بتفصيله، وما أحد ممن ينصف ينكر فجور هشام وعداوته وفسقه وطغيانه، ولو لم يكن من ضلاله إلا توليته يوسف بن عمر الجبار العنيد - الذي قتل امرأة زيد بن علي # وقطع يديها ورجليها فماتت بحينها، وقتل أم ولد لزيد بن علي # وأطعمها ثديها، ولما قام بنو العباس أئمة فقيه الخارقة أخذوا امرأة هشام فقتلوها ثأراً بامرأة زيد بن علي #، فالخلافة تردد بين هؤلاء الذين هذه أحكامهم، فتأمل يا صاحب الدين فعل علماء السوء، وعبيد الدنيا - لكان⁣(⁣١) ذلك من الموبقات، وكيف وقد قتل ولد رسول الله ÷ ومن تواترت الآثار النبوية بعظم حاله عند الله ø؛ فما ظنك بقاتله، ثم أمر بصلبه وتحريقه بعد ذلك ونسفه في البر والبحر؛ فأي فجور أعظم من هذا؟ لو فعل هذا ببهيمة لرسول الله ÷ استحلالاً كان كفراً بلا خلاف.

  وأما الاعتزاء إلى زيد بن علي # وتحقيقه، وقوله [أي الفقيه]: «ما زادنا على ذكر ولادته وخروجه» فلما كانت المسألة غريبة كان جوابها غريباً؛ لأنه قال لنا: ما الدليل لكم على أنكم زيدية؟! بعد صحة اعتزائنا إليه، وإضافة كل فرقة من فرق الإسلام لنا إليه #، فهل إن صحح أو أخبره من صحح؟ فهل علم إجماع الفرق على مقام لفرقة يقال لها الزيدية بالإشارة⁣(⁣٢)؟ إن كان لا يفهم كما


(١) جواب: لو لم يكن في أول الجملة. اهـ وما بين المعترضتين جعله حاشية في نسخة.

(٢) قال ¦ في التعليق: ألا ترى أن ابن أبي الهيصم من الكرامية حاول أن مذهبهم ينتمي إلى علي بن أبي طالب من طريقين قال في كتابه المعروف بكتاب (المقالات):

الأولى أنهم ينتمون إلى شيخهم الأكبر وهو سفيان الثوري وكان زيدياً.

ثم أورد على نفسه سؤالاً فقال: إذا كان شيخكم الأكبر زيدياً فَلِمَ لا تكونوا زيدية؟

فأجاب بما حاصله: أن سفيان إنما سمي زيدياً لأنه كان يدين بحب أهل البيت، وينكر ما عليه بنو أمية من الجور، ويصوب زيد بن علي في أحكامه ويعظمه، ولم يكن يطعن على أحد من الصحابة ... إلى آخر ما قال.

=