[إسناد الإمام لمذهبه في العدل والتوحيد والإمامة عن آبائه عن رسول الله ÷]
  وفي القصيدة العينية التي ذكر فيها الصليحي فتحه البلاد، وتهدد فيها بني حسن أولها:
  جحدتني السلفان من قحطان من ... أبناء كهلان وحميرها معاً
  إن لم أشن على ابن حمزة غارة ... تدع الجبال الشم قاعاً يرمعا
  فأُزِرْ سويقةَ والأبيبَ وأحمداً ... وبني سليمان القبائلَ أجمعا
  بكتيبة من يعرب لو أنها ... وطئت جبال الرس أضحت مربعا
  لو أنها رمت السماء ببأسها ... لانقض قسطاس السما(١) وتصدعا
  وهي طويلة ذكر فيها فتوح خيله، فقال:
  فتحت آزالاً(٢) وهي باب ممالك ... من فورها فأتت شباماً شرعا
  وعَمَدْن ريدة والسواد ولم تدع ... لبني صريم في الظواهر موضعا
  ودلفن للجوفين والعرف الذي ... فيها الدعاميون آساد الوغا
  عمدت هرابة وهي مسكن عزكم ... فنصبن فيها المنجنيق الأدرعا
  وصرعن بالمنواء منكم سيداً ... قرماً ولم يرض به أن يصرعا
  ملك لو أن بني سليمان به ... وزنوا جميعاً لم يوازوا أصبعا
  إلى آخر القصيدة، وهي طويلة أردنا منها تعظيمه لضده لما أنصف، ونحجهم عن غير ذلك، فلو كان له قلب الفقيه ووجهه لكان الكلام غير هذا، وكان يقول: قتلنا البدعي المسكين الذليل، ولكن لكل زمان رجال، ولا يعرف الفضل لأهله إلا أهله.
(١) حذفت الهمزة من السماء لأجل الوزن، وهو جائز، وقد ورد في شعر العرب.
(٢) آزال: اسم صنعاء قديماً.