كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إسناد الإمام لمذهبه في العدل والتوحيد والإمامة عن آبائه عن رسول الله ÷]

صفحة 338 - الجزء 2

  آل الرسول ÷ وشرفه لا يجهله أولو الشرف.

  وأخذ العلم عن أبيه عبدالله بن الحسين، ولا يعرف في جميع أنساب الطالبيين وفي مشجراتها وشعرها وجرائدها إلا بالعالم، ولا يوجد ذلك لغيره، وكفى بذلك شاهداً بفضله، وكذلك رأيناه في الكتب الخارجة من خزانة صاحب بغداد وفيما كان من مصر وغيرهما من الأقطار، وله كتاب الناسخ والمنسوخ⁣(⁣١) لا يوجد في الكتب الموضوعة في الناسخ والمنسوخ مثله، وأصوله في العدل والتوحيد معلومة في تصانيفه.

  ومما استدلت به الزيدية المهدية على إمامة يحيى بن الحسين الهادي إلى الحق # تسليم أخيه عبدالله بن الحسين العالم الأمر له، واعتقاده إمامته، وجهاده بين يديه.

  وهو أخذ العلم عن أبيه الحسين بن القاسم الحافظ، وروايته عنه، ورواية الهادي في الأحكام، يقول: أخبرني أبي عن أبيه عن جده حتى يرفعه إلى رسول الله ÷.

  وهو أخذ العلم عن أبيه القاسم بن إبراهيم ترجمان الدين، وفضله أشهر من أن يخفى، ولعل الفقيه قد وقف على قصة المأمون ودسه على محمد بن عبدالله بن طاهر لما ولاه مصر ويدعوه إلى طاعة القاسم بن إبراهيم ويذكر له فضله واستحقاقه، وامتنع محمد بن عبدالله بن طاهر فسكن روع المأمون من جانبه واتخذه بطانة وعدة للشدائد، وله من التصانيف المشهورة والأصحاب الفضلاء الذين أخذوا العلم عنه من ذكرناه عند ذكر الإمامة في أول الكتاب.

  وجهد المأمون به أشد الجهد في الأنس به ومصافاته لتسكن روعته من جانبه فأبى أشد الإباء؛ طلباً لثواب الله في إخافته الظالمين، وخوفه منهم، وأمر إليه


(١) الناسخ والمنسوخ من القرآن، طبع بتحقيق الأخ عبدالله بن عبدالله بن أحمد الحوثي.