كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الحوار حول محبة أهل البيت (ع)]

صفحة 344 - الجزء 2

  بين أيديها، ومنابذة بألسنتها عنها، ومشركة لأهل بيت نبيها في أموالها، والفقيه وأهل مقالته في راحة عن هذا؛ فليت أنه جعل نصيبه من ولايتهم ترك السب لهم، والرمي لهم بخلاف جدهم ÷.

  وأكبر دليل للفقيه ومن كان على رأيه من أهل سنته وجماعته أنهم على بغضهم لهذه العترة الزكية لا يعلم في بلادهم ساكن من أفاضل ولد الحسن والحسين $.

  فإذا رأيت محبهم ... فاقطع على كرم وجود

  وإذا رأيت مناصباً ... متقلداً حبل الجحود

  فاعلم بأن طلوعه ... من أصل آباء يهود

  وأما ما حكاه عن صاحب الرسالة الرادعة من قوله [أي الفقيه]: «وأما قوله [أي القرشي] في الحديث عن أبي هريرة عن النبي ÷: «إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة» قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: «إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة» ثم قال [الفقيه]: فليس فيه دليل على ما نحن فيه، وقد كان هذا في أعصار قبل هذا والحجة فيه عليه لإسناده الإمامة إلى من ليس بإمام، ولطعنه على من شهد بصحة إمامته النبي ÷».

  فالجواب: أن الخبر ورد بتفسيره ولا يحتاج فيه إلى بيان بعد بيانه ÷، وقد رجع إليه الفقيه حيث إنه رجع بمعرفة الأمر إلى معنى الإمامة فناقض وهو لا يدري حيث قال: ليس فيه دلالة، ثم قال بعده: والحجة فيه عليه لإسناده الإمامة إلى من ليس بإمام.

  والجواب عن دعواه الإمامة للعباسي: قد قدمنا قبل هذا أنه لا دليل على صحتها، وبينا أنه إن ادعاها إرثاً بطلت إمامة الخلفاء، وإن ادعاها لكونهم من قريش فقد أبطلنا تعلقه بذلك، وسنزيده إيضاحاً في غير هذا الموضع، ولعل