[إيراد الفقيه لبعض فضائل أبي بكر]
  ما ذكرنا من الأخبار وما لم نذكره هاهنا يستدعي التورع عن أعراض أهل البيت $ والقيام بما يلزم لهم من الإجلال والإعظام.
  ثم قال [الفقيه]: فأقول: «قد بينا من تجب محبته من أهل البيت $ ومن يجب بغضه، وبينا ما المعنى الذي يُحَبُّون لأجله، وأنه ليس لمجرد القرابة فقط».
  والجواب: أنه كما ذكر أنه قد بين من تجب محبته؛ فقد ذكرنا ما يحصل كلامه عليه، وما يلزمه على ذلك من الأمور التي عساه لم يقصدها، وأنه أشار أن محبته لا تجب إلا لمن أضاف المخازي والقبائح إلى الله تعالى؛ فتلك طريق لا توجد في أهل بيت النبي ÷ فكأنه على هذا الشرط لا يحب أحداً منهم.
  وعلى أنه لو قال بما اعتقده الفقيه أحد من أهل بيت النبي ÷ على بُعْدِ ذلك فلسنا نعتمده، ولا نرى بما يعتقده، وإن كان ذلك غير موجود في أهل هذا النصاب الشريف وقد ذكرنا طرفاً من مذاهبهم في أول كتابنا هذا.
  وأما حكايته عن صاحب الرسالة، بقوله [أي الفقيه]: «ثم ذكر بعد هذا حال النبي ÷ ووصفه بقوله تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: ١٥٩] فكتب (فظاً) بالضاد، وهذا يدل على جهله بسواد القرآن فضلاً عن معناه، ولو تعلَّم ما أمكن من القرآن لكان أولى به من دخوله في هذا الميدان».
  فالجواب: أن زبدة كلامه في كتابة الظاء بالضاد، ومثل هذا ما يعيب على الناسخ، ولم يتول صاحب الجواب النسخة الصادرة، ولا الغلط في مثل هذا يوازي الغلط في بغض العترة حتى صار الفقيه يتنفس عن فضلهم إلى غير متنفس، ويأمر غيره بالتعلم فيما هو أعلم به منه، وليس ذلك من شيم أهل الدين الأبرار، ولو كان ذلك عن نصيحة لوجب قبوله، فقد قال جدنا رسول الله ÷ والأخبار فيما روينا بالإسناد الموثوق به: «ما أهدى المسلم لأخيه المسلم هديه أفضل من كلمة حكمة يسمعها فانطوى عليها ثم علمه إياها، يزيده الله بها هدى أو يرده عن ردى،