[الحوار حول حديث تحريم الجنة على ظالم أهل البيت]
[الحوار حول حديث تحريم الجنة على ظالم أهل البيت]
  وأما قوله [أي الفقيه]: «وأما الحديث الذي روى(١) بعد هذا عن علي عن النبي ÷ يشبه حديثاً له قد تقدم أنه قال: «حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ... إلى قوله: لا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا» فالتوبة عندهم تمحو ظلم الظالمين، وإن كان من أهل البيت أو غيرهم ولم يشترط في الحديث فدل على أنهم يخالفون حديثهم باعتقادهم».
  فالجواب: أنه قدح في الحديث بأن التوبة تمحو الظلم لأهل البيت وغيرهم، فإن كان أورد ذلك أنه يبغضهم $ كِنَةً(٢) على التوبة فأقل أحواله أنه لا يوفقه الله للتوبة، وقد ورد في الأثر: (من أقدم على المعصية اتكالاً على التوبة لم يوفق لها).
  وإن أورد ذلك تهجيناً بمن ورد عنه الخبر أو من ورد فيه فهو كافر بلا مرية، وإن طعن في الخبر بأن التوبة لم تذكر عقيب الوعيد لمن خالفهم، فذلك موجود في مواضع كثيرة من الكتاب الكريم والسنة الشريفة، كما وجد فيهما ذكر التوبة مقرونة بذكر المعصية، فما في هذا مما يقدح به الفقيه لولا قلة التأمل، وذلك كثير لا يحصى، فكيف خفي عليه؟ وإن كان يعرف للخبر لفظاً فيه ذكر التوبة أو معنى غاب عن راويه فقد كان ينبغي أن يحكي ما صح عنده من ذلك، وكان أولى به من لفظ التهجين واللفظ الموهم لتكذيب خبر سيد المرسلين ÷.
  وأما قوله: «وقد ذكرنا صلاة علي # على من ظلمه وبغى عليه من أصحاب معاوية، ودعاءه لهم والترحم، ولو كان من أهل النار لم يكن للصلاة عليه والدعاء له معنى، على أنا لا نرى ظلم أحد من أهل البيت جائزاً، ولا نعتقد أن علياً # كان عن حقه عاجزاً، فنكون قد ظلمنا أهل بيت النبي ÷ وآذيناه في عترته».
(١) أي رواه القرشي –رحمة الله عليه -.
(٢) أي اتكالاً.