[الكلام حول «لا تخالفوهم فتضلوا» من هو المخالف؟]
  عليه من الفساق دعوا عليه لا له.
  وأما قوله: «على أنا لا نرى ظلم أحد من أهل البيت جائزاً».
  فالجواب: أنه إن كان من دون اشتراط كونه ممن يقول بمذهب المجبرة فهو حق وصدق، وإن كان بهذا الشرط فهو باطل وزور، وبغي وفجور، وإقرار بأنه لا يحب أحداً من أهل البيت ولا يتورع عن ظلمه؛ لأنه لا يُعْرَف منهم من يقول بمقالة الجبرية القدرية.
  وأما قوله: «ولا نعتقد أن علياً كان عاجزاً».
  فالجواب: أنا قد بينا أنه لا غضاضة عليه في العجز عن مقاومة الجم الغفير، والإقدام على أمر يوقع في المحظور، وتنشق به عصا الإسلام، وقد وقع الاضطهاد للأنبياء $، وليتبع الفقيه قصصهم $ من أولهم إلى آخرهم في القرآن الكريم، فكيف يخفى عليه ما هو أظهر من الشمس من هذا الباب؟!
[الكلام حول «لا تخالفوهم فتضلوا» من هو المخالف؟]
  وما حكى من قوله: «لا تخالفوهم فتضلوا ولا تشتموهم فتكفروا»، ثم قال: «الأمر كما ذَكَرتَ في المتقدمين منهم الذين هم على منهاج النبي ÷ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ فأما من تشير إليه فإن الأمر بخلاف ما زعمت».
  فالجواب: أن كلامه هذا يحتمل مثل ما تقدم من التفصيل في ذكر محبة أهل البيت $؛ لأنه ما ذكر أنه يحبهم في موضع من المواضع إلا مع قرينة، وما أطلق ذلك إطلاقاً فأحوجنا ذلك إلى استفساره عن هذه القرينة؛ فإن كان مما يجدد المحبة ويؤكدها كان ذلك خيراً إلى خير، وإن كانت القرينة مما لم يقل به أحد منهم $ كان قوله: إنه يحبهم مشروطاً بشرط ليس عندهم، فتنتفي المحبة لانتفاء شرطها على ما قدمنا ذلك، من أنه إن أراد أنهم يعتقدون الجبر الصريح وإضافة أعمال العباد إلى الله تعالى فذلك ما لم يقل به أهل الدين من الرعية فكيف