كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[وجوه مشابهة القدرية للمجوس]

صفحة 389 - الجزء 2

  الكلام فيما يحكيه الفقيه، ويرويه من الأخبار وسواها.

  وإن تاب عن هذا المذهب لم يلزمه هذا المطعن المعين، ويقع النظر فيما سواه.

[وجوه مشابهة القدرية للمجوس]

  على أنا لو سلمنا صحة روايته وصدق مقالته سيما في هذا الخبر وأمثاله مما يتعلق بذكر القدرية وأنهم مجوس هذه الأمة - فجميعها عليه لا له.

  أما قوله ÷: إنهم مجوس هذه الأمة؛ فلا شك أن هذا الاسم ذم فيجب أن يجري على من له مذهب مذموم في القدر، ولا شك أنه مذهب من أضاف إلى الله تعالى القبائح والفحشاء، وكل ظلم وكذب وفجور وجميع ما وقع من الكفار والأباليس والشياطين، وما يقع إلى آخر الدهور لا فاعل له سواه تعالى دون الشياطين والأباليس والجبارين، وهذا من أقبح المذاهب وأولاها باستحقاق الذم عليها.

  على أنه ÷ قد شبههم بالمجوس على وجه لا يشاركهم فيه غيرهم، وقد صح أن المجوس يقولون في نكاح البنات والأمهات: إنه بقضاء الله وقدره، وإنه حسن، ولا يشاركهم في القول بذلك إلا الفرقة الجبرية دون غيرهم فلذلك كانوا هم القدرية.

  وأيضاً فإن المجوس يقولون: إن مزاج العالم وهو شيء واحد حسن من النور قبيح من الظلمة، ولا يشاركهم في ذلك إلا من يقول: إن الكفر وهو شيء واحد حسن من الله تعالى من حيث خلقه قبيح من العبد من حيث اكتسبه ... إلى غير ذلك من وجوه المضاهاة بين المجوس والمجبرة، وهي كثيرة وقد ذكرنا منها طرفاً فيما تقدم، وربما تدعو الحاجة إلى زيادة على ما ذكرنا هاهنا.

[تفسير القدرية على لسان الرسول ÷]

  وأما قوله: «إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم» فلا شك أن هذا حكم هذه الفرقة الضالة الغوية بالإجماع.