[وجوه مشابهة القدرية للمجوس]
  وأما قوله: «فقيل يا رسول الله، فمن القدرية؟ قال: «الذين يقولون لا قضاء ولا قدر، وأن الأمر أنف»».
  والكلام من هذا الطرف: أنا لم نرو هذا التفسير عن النبي فيما سمعناه بالأسانيد الموثوق بها بل الذي رويناه في تفسير القدرية ما روينا من طريق الشيخ أبي القاسم بن ناجية بن محمد بن عبد الجبار التيمي فيما انتخبه الشيخ الإمام الزاهد طاهر بن الحسين بن علي السمان ابن أخي الشيخ أبي سعيد السمان ¦ من كتاب الإرشاد يبلغ به أنس بن مالك، وحذيفة: أن رسول الله ÷ قال: «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي، لعنهما الله على لسان سبعين نبيئاً: القدرية والمرجئة» قيل: يا رسول الله، من القدرية؟ قال: «الذين يعملون المعاصي، ويقولون: هي من قبل الله» قيل: فمن المرجئة؟ قال: «الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل».
  على أن القدري اسم لمن أثبت القَدَر لا لمن نفاه، فكيف يفسره بمن نفاه؟ وكما يقال: تمري ولبني(١)، ولست تجد الاسم لمن نفى ذلك الشيء، وسيجئ تفصيله، على أنه إن صح تسمية النافي للقضاء والقدر بأنه قدري - على بُعْدِ ذلك عن اللغة - حُمِلَ على من نفى أفعال الله تعالى عنه، وأن تكون بقضاء منه وقدر(٢).
(١) يعني لمن لهج بذكر التمر واللبن، فكذلك يقال قدري لمن لهج بذكر القدر.
(٢) قال ¦ في التعليق: وعلى نفي القضاء والقدر بمعنى العلم، والقول بأن الأمر أنف أي ليس ثم كتابة ولا علم، ويكون إشارة إلى من يُجَهِّل الله تعالى، وهو مذهب الرافضة وبعض الجهمية. تمت من هامش (شرح القلائد) عن الحسن الجلال.
بل قال النجري في (شرح القلائد): إنه مذهب هشام بن الحكم من الروافض، وجهم بن صفوان من المجبرة. تمت.
ومثل ما ذكره النجري ذكر ابن الحديد في (شرح النهج) ويقول: لا علم له بالحوادث إلاَّ بعد وجودها، وأنه تعالى يعلم الأشياء بعلم محدث. تمت، والله أعلم.