كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام لأبي بكر]

صفحة 402 - الجزء 2

[كلام لأبي بكر]

  [٢] وكذلك فالمروي في الكتاب المتقدم عن الشعبي، قال: سُئِلَ أبو بكر عن الكلالة، فقال: رأيت رأياً فإن يك خطأ فمني ومن الشيطان، وإن يك صواباً فمن الله⁣(⁣١): أرى الكلالة ما عدى الوالد والولد؛ فلما ولي عمر فسئل عنها، فقال: إني لأجدني أستحيي من الله أن أخالف رأي أبي بكر.

  [٣] وفي الرواية الأخرى عن أبي بكر: أقول فيها برأيي فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان خطأً فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان من ذلك، أراها من دون الوالد والولد.

  [٤] ومن هذا الطريق عن أبي شمر، قال: إن أبا بكر صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، فقال: إن هذا الأمر من الله وإلى الله، فقال عمر بن الخطاب: إلا المعاصي، فقال: اللهم غفراً إني لم أذهب هنالك ألا إن المعاصي ليست من الله.

  [٥] وفي الرواية الأخرى: فقام عمر، فقال: يا أبا بكر إلا الفواحش، فقال: إني لم أذهب إلى هناك.

[كلام عمر بن الخطاب]

  [٦] ومن هذا الطريق عن أبي الضحاك، عن مسروق، أن عمر أراد أن يكتب قضية، فقال لكاتبه: اكتب، وكتب الكاتب: هذا ما أرى الله عمر، فقال عمر:


= أن علياً # مر بقتلى النهروان فقال: (بؤساً لكم لقد ضركم من غركم) فقيل: من غرهم؟ فقال: (الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والأماني) فقال هذا القائل: كان علي قدرياً، وإلا فالله الذي غرهم وفعل بهم ما فعل وأوردهم تلك الموارد. انتهى من التعليق للمولى نجم آل الرسول الحسن بن الحسين الحوثي ¦.

(١) قال ¥ في التعليق: روى نحوه عبدالرحمن بن مهدي بسنده إلى محمد بن سيرين. تمت. وهذا الحديث في (الكشاف) بلفظ: (والله منه بريء). وأخرجه ابن أبي شيبة، والطبري، وسعيد بن منصور من وراية الشعبي قال: قال أبو بكر ... إلخ، أفاده ابن حجر في تخريجه. تمت. ورواه الدارمي، والبيهقي، وابن أبي شيبة، وغيرهم عن الشعبي، ذكره السيوطي بلفظ ما في (الكشاف)، أفاده في (كافل الطبري).